إحیاء الزراعة من أهم واجبات الدولة الإسلامیة   

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
فلسفة هذه النشاطات: أسلوب الرقابة الذاتیة هل للملکیة الفردیة حدود فی الإسلام؟

«إنّه لمن المؤسف أن نکون من عمدة مستوردی المحصولات الزراعیة، مع أنّ لدینا ما یقرب من 50 ملیون هکتار من الأراضی الصالحة للزراعة».

من أجل إکمال البحث السابق فیما یتعلق بالانتاج الصناعی والزراعی، نرى من الضروری تقدیم تحلیل أوضاع الزراعة فی بلادنا فی الوقت الحاضر:

الکل یعلم أنّ الزراعة فی بلادنا، على عهد النظام البائد قد أصابها الدمار، شأنها فی ذلک شأن الکثیر من الدول الإسلامیة، وهذا الدمار لم یکن بسبب سوء الإدارة فحسب، وإنّما بسبب الخطط المدروسة بدقّة والتی یراد منها أن نکون مستهلکین دائماً وفی مختلف المجالات. حتى أنّ المحصولات الزراعیة فی بلادنا لم تکن تکفی سوى لشهر واحد رغم الإمکانات المختلفة للإنتاج، وعلینا أن نمدّ أیدینا إلى الأجانب لتهیئة قوت أشهر السنة الباقیة!!

و قد وصل الأمر إلى حدّ أنّ النظام الطاغوتی السابق وضمن اعترافه بهذه الحقیقة المرّة کان یُلقی أحیاناً بتبعة هذا الوضع على التنمیة الصناعیة السریعة فی البلاد، وهجوم القرویین على المدن بأملِ حیاة أفضل وأجور أکثر، وأحیاناً أخرى کان یعتبر عدم وجود وسائل الرفاهیة فی القرى ووجودها فی المدن سبباً فی حدوث هذه الأوضاع البائسة.

و لم تکن هناک آذان صاغیة آنذاک للأفراد الواعین والحریصین الذین کانوا یعترضون بصوت عال على استیراد المحصولات الزراعیة من الخارج بأسعار باهظة، وفی نفس الوقت فانّ النظام غیر مستعد لصرف هذا المبلغ أو أقل منه على القرویین الإیرانیین تشجیعاً لهم على أعمالهم، ومنعاً من نزوحهم نحو المدن وبالتالی إفراغ القرى من سکنتها ومن ثم دمارها.

کما لم یکن هناک من یصغی للکلام القائل: لماذا لا تعملون على تأمین الإمکانات الرفاهیة فی القرى، مع وجود أموال النفط الضخمة (کان إنتاج النفط آنذاک ستة ملایین برمیل یومیاً، وهو إنتاج یأتی علینا بأموال طائلة) والعائدات الضخمة الأخرى!

لماذا تصرف أموال عظیمة من جزیرة کیش وغیرها فی أحیاء أماکن الفجور والدعارة والفحشاء، وتترک قرى البلاد - هذه المراکز البناءة والثرّة - تودع أبناءَها بسبب عدم وجود أبسط وسائل الحیاة کالماء والکهرباء والمدرسة والمستوصف وغیر ذلک؟

کل ذلک یحکی عن وجود تیار آنذاک لا یمکن اطلاق کلمة المؤامرة علیه، لأنّ المؤامرة لها ستار، وهذا التیار یقوم بتنفیذ خطة تدمیر الزراعة دون أی ستار!!

و فی النهایة - وکما کان متوقعاً - تحوّل البلد إلى مستهلک خالص وذی محصول واحد، وکان مضطراً للاعتماد على النفط فقط فی عائداته،

ویشتری من الأجانب ما یحتاجه من منتوجات صناعیة ومحصولات زراعیة وماشیة منتظراً ذلک الیوم الذی تنضب فیه آبار النفط وینتهی بها کل شیء!!

و قد تمکنت الأمة بعد الاتکال على الله وبتضحیات أبنائها من إزالة العار المتمثّل بالنظام الطاغوتی، وأصبح مصیر الأمّة بیدها، وتهیأت ظروف لا یبقى معها أی عذر أو إهمال فی العودة إلى نظام اقتصادی سلیم، وهنا لابدّ من الالتفات إلى بعض الأمور الضروریة::

1- الالتفات إلى الحقیقة القائلة أنّ القاعدة الأساسیة للاقتصاد حتى فی عالمنا الیوم تعتمد على الزراعة والمحاصیل الزراعیة، لأنّها الثروة الطبیعیة الوحیدة التی لا تفنى والتی یمکن التعویل علیها دائماً، فانّ جمیع المناجم والمصادر الموجودة تحت الأرض معرّضة للنفاذ یوماً ما، ولکن الزراعة لیست کذلک، بالاضافة إلى أنّ الزراعة تؤمِّن أهم وسائل الحیاة أی غذاء الإنسان بینما لیس الأمر کذلک بالنسبة للمصادر الأخرى.

و لذلک فانّ اِنعاش الزراعة من الاولویات، وهذه الأولویة یجب أن تشمل حتى تلک الصناعات التی ترتبط بالزراعة بشکل من الأشکال.

کما أنّ على وسائل الاعلام تشجیع الشباب وترغیبهم على التوجّه نحو الزراعة، وابلاغهم المسؤولیة الإسلامیة الکبرى التی تؤکد على إحیاء الزراعة بشقّیها التقلیدی والمتطوّر إلى حدِّ الاکتفاء الذاتی وفی جمیع المجالات.

 

2- أنّ إشارات التشجیع والترغیب التی ورد ذکرها فی المصادر الإسلامیة بشأن الزراعة لتدلّ على الأهمیّة القصوى التی أبداها الاقتصاد الإسلامی لحقل الزراعة.

فقد جاء فی حدیث عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه سُئل:

«أیّ الأعمال خیر؟

فقال: زرع یزرعه صاحبه وأصلحه وأدى حقّه یوم حصاده».(1)

و نقرأ فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال بشأن المزارعین: «کنوز الله فی أرضه یزرعون طیباً أخرجه الله وهم یوم القیامة أحسن الناس مقاماً وأقربهم منزلة یدعون (المبارکون)».(2)

کما یروى عن النبی(صلى الله علیه وآله) قوله: «الکیمیاء الأکبر الزراعة».(3)

بل یستفاد من الروایات الإسلامیة أنّ قیام شخص بالزراعة لیس عملا مندوباً فحسبت، بل حث ائمّة الهدى(علیه السلام) على الاستثمار فی هذا المجال(4)

3- والنقطة الأخرى المهمّة أنّ بلادنا - وعلى العکس ممّا کان یدعیه النظام الطاغوتی - تعتبر واحدة من أکثر بلدان العالم استعداداً وقابلیة للزراعة، ویمکنها أن تصبح واحدة من کبار المصدرین للمحاصیل الزراعیة، فضلا عن توفیر هذه المحاصیل داخلیاً، حیث یقول الخبراء أنّ لدینا أکثر من أربعة عشر ملیون هکتار من الأراضی المزروعة، وأکثر من ضعف هذا العدد

من الأراضی الموات القابلة للإصلاح!

إنّ أرضاً زراعیة سعتها 50 ملیون هکتار تعتبر ثروة عظیمة بأیدینا وما ینتج من زراعة غنیة وکثیرة، ألیس من المخجل أن نکون والحالة هذه من مستوردی المحاصیل الزراعیة الأساسیین؟

4- أنّ احیاء الزراعة یتطلب برنامجین شاملین، فانّ فالمشکلة لا تحل بالشعارات والکلمات الرنانة التی اعتاد على القائها الخطباء الذین خلدوا إلى الراحة والدعة.

البرنامج الأوّل، هو تهیئة الأجواء المناسبة للزراعة، کبناء المنازل فی القرى، وتأمین وسائل الرفاهیة وجمیع الاحتیاجات الضروریة فیها، وضمان شراء المحصولات الزراعیة بأسعار جیدة تؤدّی إلى تشجیع المزارعین وتجعلهم فی کفاف المؤونة، وکذلک تنظیم خطة توزیع سلیمة یتمّ فیها إعطاء المزارعین الأموال باعتبارهم منتجین وعدم اعطائها للوسطاء والدلالین الذین لا عمل لهم.

و البرنامج الثانی، محاربة الشعارات المخرّبة والأفراد المخربین والخطط المخرّبة التی أخذت تُفرض حالیاً بشکل مشبوه على مشاریعنا الزراعیة من قبل بعضى العناصر غیر المسؤولة والمناؤة للثورة، بحیث لو استمر هذا الوضع على ما هو علیه فانّ وضع زراعتنا سیکون أکثر بؤساً وأشدّ سوءاً.

فلا بدّ من الوقوف بشدّة بوجه قطع أشجار الفاکهة وغیرها بواسطة بعض الجهّال أو بعض المضادین للثورة فی الکثیر من المناطق، وإصدار العقوبات الصارمة بحقّهم.

 

کما یجب الحیلولة دون الاعتداء على البساتین والأرضی الزراعیة ونهب جهود الآخرین، فانّ ذلک سیسبب إنعدام الأمن والتطلع إلى المستقبل الزاهر، وبالتالی فلا یوجد أی شخص مستعد لاحیاء الأراضی وزراعة الأشجار، ولا یوجد شخص مستعد لاستثمار أمواله فی هذا المجال.

لا بدّ من العمل على منع تخریب الأراضی المشاریع الزراعیة الفنیة، وذلک مع الاحتفاظ بحقوق المزارعین الکاملة، إلى جانب الحفاظ على الحقوق العادلة للراغبین فی العمل والسعی فی هذا المجال.

یجب أن یکون إزدیاد عائد المزارع من خلال «انتاج أفضل وأکثر» ولیس عن طریق اعطائه قطعة أرض ثم ترکه لحاله وعدم تجهیزه بالوسائل اللازمة.

لا بدّ من تشجیع الناس على استثمار أموالهم - بتنوع أشکالها - فی مجال الزراعة وبطرقها الصحیحة.

 

 


1. وسائل الشیعة والعروة الوثقى - بدایة کتاب الزراعة.
2. المصدر السابق.
3. المصدر السابق.
4. المصدر السابق.
فلسفة هذه النشاطات: أسلوب الرقابة الذاتیة هل للملکیة الفردیة حدود فی الإسلام؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma