الشیوعیة عالم من الأحلام...   

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
الشیوعیة جنان فی الخیال    خسائر الفصل بین العمل والدخل ملاحظات مهمّة

الشیوعیة عالم من الأحلام

تعطیل دافع الحرکة فی المجتمع

إلغاء الملکیة الفردیة تماماً لیس أمراً منطقیاً ولا عملیاً، وإذا کان عملیاً فلیس فی صالح المجتمع. لأنّ هذا النوع من الملکیة بشکله المعتدل یؤدّی إلى نشاط الاقتصاد وإزدهاره.

لقد ذکرنا أنّ الشیوعیة استندت إلى ثلاثة مبادئ:

1- إلغاء الملکیة الفردیة.

2- إلغاء العلاقة بین «العمل» و«الدخل».

3- إلغاء الدولة.

و وجدنا بعد ذلک تلک الجنّة الخیالیة وذلک الحلم الذی أوجدوه بإلغائهم لهذه الأشیاء.

و أساساً فإنّ «الشیوعیة» هی عالم الأحلام، فأسسها وفروعها خیالیة، ولهذا السبب لم یرَ أحد تطبیق هذا المذهب إلاّ فی عالم الأحلام، ویتعزز الاحتمال بعدم رؤیته مستقبلا إلاّ فی عالم الخیال وذلک لأنّ اشتراکیی العالم أخذوا یتراجعون إلى الخلف بدلا من الاقتراب نحو الشیوعیة التی تعتبر

هدفهم النهائی، وأقاموا نوعاً جدیداً من العلاقة مع البرجوازیة والرأسمالیة تقوم على أساس الصداقة والتعایش!

لقد ألقینا نظرة عابرة على عالم الشیوعیة فی البحوث السابقة، والآن حان الوقت لدراسة الأصول الثلاثة السابقة واحداً واحداً.

لنأتِ أولا إلى الأساس الأول أی إلغاء الملکیة الفردیة.

فلو افترضنا أنّ هذا الأمر ممکن الحصول، غیر أنّه قطعاً لیس منطقیاً ولا ینفع المجتمع.

و عندما نقول إنّه غیر منطقی فإنّ دلیل ذلک واضح، وهو أنّ ملکیة أی فرد لجهده أمر ذاتی وفطری، فقد قلنا مراراً أنّ أی حیوان یدافع عن عشّه لأنّه مالک له، وأی حیوان یعتبر نفسه مالکاً للصید والفریسة التی حصل علیها وبالتالی فهو یدفع عنه أی حیوان یهاجمه.

و الطفل الذی یلعب مع آخر فی صحراء أو بجانب غابة أو على ساحل بحر، إذا وجد وردة جمیلة أو حصاة شفافة أو قطعة من الصدف الجمیل، فإنّه یعتبر نفسه مالکاً لذلک الشیء الذی حصل علیه من الطبیعة بعد ذلک القدر من السعی والعمل البسیط الذی قام به دون أن یتعلم ذلک من أحد، ولا یجیز لأحد الاعتداء على ذلک الشیء، وإذا قصد الطفل الذی یلاعبه ذلک فانّه یدافع عنه بشدّة، مع أنّه لم یرَ مثل هذا المشهد من أحد قبل ذلک، کل ذلک یحکی عن ذاتیة ملکیة الفرد بالنسبة لما یبذله من جهد، ولا ینحصر هذا الأمر بالانسان وإنّما یتعداه لیشمل الحیوان أیضاً.

 

و بغض النظر عمّا ذکر، فانّنا نمتلک عقولنا وأیدینا أساساً، وبلا شک لا یوجد لدینا أی سند یدل على هذه الملکیة، ولم یتم تسجیل ذلک فی أی من مکاتب التملیک، لأنّ هذه الملکیة طبیعیة ولیست تعاقدیة لنحتاج فیها إلى سند، فالملکیة الطبیعیة سندها مرافق لها.

فأنا مالک لذراعی، لأنّ هذا الذراع متصلة طبیعیاً ببدنی، ولم تتصل ببدن إنسان آخر.

و أنا مالک لدماغی، لأنّه موضوع فی جمجمتی ولیس فی جمجمة إنسان آخر. فأی سند أهم من ذلک وأعلى؟!

و على هذا الأساس فمن الطبیعی أنّنا مالکون لجهودنا «الفکریة» و«البدنیة» ومحصلتهما.

فعندما تتجسد أفکاری بشکل اختراع أو اکتشاف جدید أو محصول جید فی مجالات الصناعة والزراعة وغیر ذلک، فمن الطبیعی أننی سأکون مالکاً لهذا المحصول، لأنّه تبلور لعملی الفکری.

و عندما استخدم قوّة ساعدی من أجل إنتاج محصول صناعی أو زراعی، فکیف یمکن ألا أکون مالکاً لذلک المحصول، فهل من شیء یزول ، وهل ذهبت طاقتی أدراج الریاح هل أنّ القوّة التی صرفها ساعدای قد قضی علیها؟

کلاّ طبعاً، لأنّها کانت بشکل طاقة خاصّة موجودة فی أنسجة عضلاتی والآن أصبحت بشکل کمیة من الحنطة أو الفاکهة أو زوج حذاء، فلماذا لا أکون مالکاً لها؟!

ألیس إلغاء هذه الملکیة صراع مع طبیعة الإنسان، هذا الصراع الذی لا ینتهی إلاّ بالهزیمة.

ولو افترض جردنا الناس من هذه الملکیة الطبیعیة مؤقتاً بفعل بقوّة الحراب، والضغط الاجتماعی، وغسیل الدماغ ووسائل الأعلام فهل نستطیع فی خاتمة المطاف تغییر طبیعة الإنسان.

و هل یعتبر هؤلاء الناس أنفسهم غیر مالکین لعقولهم وأذرعهم؟ هذه العقول الموجودة فی جماجمهم والأذرع الملتصقة بأبدانهم.

و لو افترضنا أننا تمکنا من محاربة هذه الخاصیة الطبیعیة وأبعدنا البشریة من هذه الملکیة، ووضعنا ناتج عمل الجمیع تحت تصرّف المجتمع، فهل تعتقدون أنّ ذلک سیکون عاملا لتقدم المجتمع ونشاطه أم أنّه وسیلة للهزیمة والتراجع؟ إنّ الملکیة الشخصیة لکل شخص بالنسبة لجهده یعتبر دافعاً قویاً نحو العمل المتزاید والأفضل، وأنّ إنکار هذا الموضوع هو بمثابة إنکار الشمس فی رابعة النهار.

إنّ مسألة تمّ تجربتها فی العالمین الرأسمالی أو ما یسمى بالحرّ والعالم الاشتراکی، وفی أی مکان آخر هی أنّ الملکیة الطبیعیة لمحصول عمل إنسان ما إذا سلبت منه فإنّ ناتج عمله سیهبط فوراً، وتنتهی جذوة نشاطه إلى الانطفاء، وسعیه وجهده إلى الأفول.

و هنا نرى من اللازم أن نشیر إلى نقطتین:

1- قد توردون علىَّ إشکالا هو أنّ ملکیة المجتمع ستعود فی النهایة إلى الفرد وأن تقدم المجتمع لا ینفصل عن تقدم الفرد، فإذا کنت سبباً فی تقدم المجتمع الذی أنتمی إلیه، فإن ذلک یعنی أنّ هذا التقدم یشملنی کذلک، وعلى هذا الأساس فلا داعی لأن أرى نفسی منفصلا عن محصول عملی فی مسألة الملکیة الجماعیة (المجتمع).

ولکن هذا الکلام لا یعدو عن کونه سفسطة، ذلک أنّ عودة حصیلة عمل الفرد إلیه عن طریق ملکیة المجتمع هی مثل قیام شخص بصنع عصیر فاکهة حلو المذاق ثم یلقیه فی خزّان ماء المدینة على أمل أن یشرب من هذا العصیر لدى فتحه لصتیور الماء.

بلا شک انّ الآخرین یعملون أیضاً، ولکن الحدیث هو فیما إذا افترضنا أنّی أستطیع العمل أکثر من الآخرین، أخترع أکثر، وأبذل جهدی على أفضل وجه من أجل الاکتشاف، ویکون مقدار عملی وسعی معادل عشرة أشخاص أو مائة شخص، فإذا کان محصول عملی وجهدی هذا لیس ملکاً لی فلماذا إذن کل هذا الجهد والسعی؟

2- والعجیب فی الأمر أنّ البعض یقولون بإمکان تربیة أفراد المجتمع تربیة أخلاقیة وتطویرهم فکریاً بحیث یعملون لحساب بعضهم، ویعیشون لمصلحة بعضهم، ویموتون لبعضهم!

إنّه منطق عجیب، فالشخص الذی یعتبر «المادیة» قاعدة لمذهبه، وهدفه النهائی توفیر الماء والرغیف والسکن، لا یستطیع إدراک هذه المفاهیم المعنویة، نعم، إذا کنّا أتباع مذهب معنوی یعتبر الإیثار والتضحیة والفداء والانفاق وسیلة للرقی والتکامل المعنوی للإنسان والتحلی بالمواهب العدیدة فی حیاته المستقبلیة، ففی تلک الحالة یمکن لهذه الألفاظ أن تجد لها مفهوماً واضحاً، أی أن یعمل الإنسان للآخرین ویعیش من أجلهم أو یموت من أجلهم.

 

و حتى فی مثل هذا المذهب فإنّ الإنسان هو کائن ذو بعدین مختلفین، بعد مادی، وبعد معنوی، ولا یوجد مبرر للنظر إلى هذا الإنسان من بعد معنوی فقط والتغاضی عن دوافعه المادیة.

و حتى فی هذا المذهب بجمیع مفاهیمه الإنسانیة والمعنویة ینبغی احترام الدوافع المادیة فی حدودها المتوازنة وبشکلها الإنسانی الکامل کی یتمکن المجتمع من السیر إلى الأمام ولا یصاب بالرکود والتخلّف.

یقول البعض أننا رأینا بأم أعیننا العمال فی الحدود السوفیاتیة یساقون إلى مراکز العمل بقوّة الحراب وبرفقة القوات المسلحة، حیث إنّ هؤلاء - وحتى فی ظل النظام الاشتراکی - لا یعتبرون أنفسهم مالکین لمحصول عملهم، وإنّما هو بید المتسلطین الذین یتعاملون معهم بکل عنف واضطهاد واستبداد ویقررون ما یشاؤون، کل ذلک باسم القیادة والدولة وزعامة الشعب، ولکن عندما یسیر المجتمع فی مسیره الطبیعی بحیث ینهض العامل فیه بکل شوق ولهفة صباحاً ویذهب لیعمل، وهذا أمر غیر ممکن إلاّ إذا احترمنا ملکیة الفرد لمحصوله، وعلى هذا الأساس فإنّ رؤیا إلغاء الملکیة الفردیة حتى لو تحققت فلا ینتج عنها سوى الرکود والتخلف للمجتمع.

 

الشیوعیة جنان فی الخیال    خسائر الفصل بین العمل والدخل ملاحظات مهمّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma