الشیوعیة جنان فی الخیال   

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
4- دیکتاتوریة البرولیتاریا (الطبقة العاملة) الشیوعیة عالم من الأحلام...   

إنّ المشروع الذی طرحته الشیوعیة للمجتمع الإنسانی، شبیه بقصص الأطفال التی یسیر أبطالها على الغیوم وینتقلون بین شرق الأرض وغربها بلحظة واحدة، ویحولون صحراء قاحلة إلى حدیقة غنّاء بإشارة واحدة!

قبل البدء بالبحث نرى من اللازم إلقاء نظرة فاحصة ولکن قصیرة وعابرة على أسس «الشیوعیة» وننظر إلى الفوارق بینها وبین «الاشتراکیة» ولنحصل على جواز الدخول إلى الجنّة الخیالیة، لنتجوّل فیها ساعة.

تتصف الشیوعیة کنزعة اقتصادیة بمایلی:

1- إلغاء الملکیة الفردیة مطلقاً، سواءً فی مجال «الإنتاج» أو فی «الاستهلاک» من ممیزات الشیوعیة. فالشیوعیة تدعو إلى إلغاء الملکیة الفردیة فی جمیع المجالات ولا یقتصر ذلک على وسائل الإنتاج (الذی یشمل الأرض والمیاه والمناجم والمصانع والورشات ووسائل الزراعة وسائر وسائل الإنتاج) فقط وإنما تعتقد الشیوعیة أنّ کل شیء هو ملک للعامة، کالبیوت ووسائل المعیشة، والمحاصیل الزراعیة والحیوانیة والصناعات.

 

و من هنا یبرز أحد الفروقات المهمّة بینها وبین «الاشتراکیة»
فالاشتراکیة تلغی الملکیة الفردیة فی مجال «وسائل الإنتاج» و«مصادر الانتاج» فقط، بینما تقرّ مثل هذه الملکیة فی مجال «الاستهلاک» والمنتوجات الصناعیة والزراعیة، ولکن الشیوعیة لا تعترف بالملکیة الفردیة فی أی من هاتین الحالتین ومحترمة على أساس مقدار «العمل»، کل شیء عائدٌ للمجتمع أو بتعبیر آخر «للدولة».

2- إلغاء العلاقة بین «العمل» و«الدخل» أی أن کل شخص علیه أن یعمل بقدر استطاعته، قلیلا کان أم کثیراً، ویأخذ لقدر حاجته قلیلة کانت أم کثیرة.

و بهذا الشکل فإنّ العلاقة التی تعتقد بها الاشتراکیة بین «العمل» و«الدخل» والتی تقول: «على کل العمل حسب طاقته ویأخذ حسب مسعاه ولکل فرد أجرة بمقدار عمله» تفقد بریقها، والمعادلة السابقة تترک مکانها لهذه المعادلة «کل شخص بمقدار عمله، ولکل بمقدار حاجته».

3- إلغاء الدولة تماماً - حیث إنّ الدولة موروثة من النظام الرأسمالی ومن نتاجات الملکیة الفردیة ومن حماتها، وحینما ینتهی هذا النظام وتلک الملکیة تماماً فلا حاجة إذن الدولة من أجل حمایتها.

و باستیفاء هذه الأسس الثلاثة، ندخل جنّة الشیوعیة:

...کم هی رؤیا مشوقة؟!

لقد وردنا على محیط لا یوجد فیه أی أثر لکبار الملاکین وصغارهم ولا للاقطاعیین الجبابرة والطفیلیین ولا للجنرالات الطغاة ولا للسیاسیین ذوی النفوذ!

 

لیس هناک حرب ولا نزاعات، لا دولة ولا محاکم ولا سجون ولا سجانین، فالجمیع مؤدبون، رحماء، هادئون!..

الجمیع یکدح، ویبذل قصارى جهده، ویوظف کل ما لدیه من قدرة وطاقه من أجل تطور وتقدم أهداف المجتمع.

کما أنّهم قانعون جداً، ولا یطمعون بالمزید، ولا یستفیدون من المحصولات الصناعیة والزراعیة إلاّ بقدر احتیاجهم، ویترکون الباقی للآخرین من الأخوة والأخوات لجمیع المحتاجین والفقراء!.

لا أثر بعد ذلک للطمع ولا للبخل والحسد، ولیس هناک شخص یؤذی آخر، فهذه هی الجنّة بعینها، ذلک أنّ «الجنّة هی تلک التی لا أذى فیها...»

إنّ هذا الوصف لمستقبل المجتمع البشری لا یحظى بالأهمیّة إذا کان قد صدر من شاعر ینسج الخیال، أو کاتب یؤلف الأساطیر، أو إنسان خیالی، ولکن العجیب أن یتبنى فیلسوف أو سیاسی أو اقتصادی أو اجتماعی هذه الفرضیات، التى تفید الغربة المطلقة عن الحقائق، وعن البناء الجسمی والروحی للإنسان، ورغباته ومیوله وغرائزه وأبعاده الروحیة.

و أفضل دلیل على کونها فرضیة خیالیة مهملة، العلاقات العینیة فی هذه القضیة تعیش الحالة الذهنیة والتصوریة، هو أنّ حرکة المجتمعات الاشتراکیة الموجودة حالیاً لا تتجه فی أی جانب نحو المجتمع الشیوعی، وإنّما العکس هو الصحیح، فإنّ أغلب الدول الاشتراکیة قد بدأت حرکة رجعیة سریعة نحو الرأسمالیة، وتقترب کل یوم المسافة بینها وبین المعسکر الرأسمالی الغربی، بل إنّ هذه الدول تتنافس فیما بینها وتتسابق نحو «التقرب إلى الغرب»!

 

هذا التراجع عن السیر باتجاه الجنّة الخیالیة، والعودة إلى جحیم الرأسمالیة یدل على الفشل العملی لهذه الترعة، على أنّه لن یجد ضالته فی جحیم الرأسمالیة.

ففی الوقت الذی تبدو فیه الجنّة الشیوعیة جمیلة ومزهوة من بعید تفقد عن قرب حیویتها ومضمونها، بل تفتقر أبعادها العملیة والعینیة.

و من العجیب أنّهم یعتبرون «الاشتراکیة» ممراً للشیوعیة، ولکن بمجرّد دخولهم لإیوان هذه الجنّة ورؤیتهم لأُفقها الجمیل والجذاب یبدأون التراجع قهقریاً.

فهذه الفرضیات الحالمة لیست عاجزة عن حلّ أیة مشکلة فی المجتمعات الإنسانیة فحسب، بل تحمل معها آثاراً سلبیة، لأنّها تبعد الإنسان عن الحلول الواقعیة، وتجعل المجتمعات عاجزة عن الصمود أمام وفی المعضلات للحوادث والمواقف الصعبة.

فالشیوعیة بالمعادلة التی ذکرت سابقاً لیست ببعیدة فی شبهها عن الأفلام السینمائیة أو قصص الأطفال.

ففی هذه القصص یوجد رجال أبطال یرکبون الغیوم ویقطعون مسافات شاسعة فی برهة قد تستغرق من الآخرین عدّة أسابیع بمشقاتها وعناءها.

أو یحولون صحراء قاحلة إلى حدائق خضراء بعصا سحریة، أو یجعلون شجرة واحدة تنتج العدید من أنواع الفاکهة بقوّة العین المغناطیسیة الخارقة للعادة.

و نحن أیضاً نرغب کثیراً بتحویل صحراء قاحلة إلى حدیقة غنّاء بإشارة واحدة، ونرکب الغیوم ونذهب إلى کل أنحاء العالم.

 

نحن أیضاً نحلم بدنیا یعمل فیها الجمیع ما استطاعوا باخلاص وحبّ وعزم وجد، ویضعوا حاصل جهودهم - عدا ما یحتاجونه - تحت تصرّف الآخرین.

ولکن المسألة لیست ما نریده، وإنّما المهم بحث «الحقائق العینیة» و«الامکانات» و«الواقعیات» وهذه الحقائق تدل على أنّ العالم الشیوعی لیس إلاّ أحلاماً وخیالات، ولو کان بناء مثل هذه الجنان أمراً ممکناً فی هذا العالم فانّه یتطلب مبادی غیر المبادئ الشیوعیة.

فقد أثبتت الشیوعیة ومبادئها أنّها تعیش لحدّ الآن فی عالم الذهن والخیال، وکما تشیر القرائن الموجودة إلى أنّ مستقبلها لیس بأفضل من حاضرها، وحتى فی عهد «لینین» عندما أرادوا قطع العلاقة بین «العمل» و«الدخل» بشکل مؤقت فی المزارع الاشتراکیة واعطاء کل شخص ما یحتاجه فقط، أصیبت روسیا برکود وشلل زراعی کبیر بحیث اضطروا لتعدیل خطتهم والعودة إلى اعطاء الأجرة حسب مقدار العمل!

و الآن احتفظوا بهذه العبارات لنخوض فی تفاصیلها فی الأبحاث القادمة.

4- دیکتاتوریة البرولیتاریا (الطبقة العاملة) الشیوعیة عالم من الأحلام...   
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma