ضرورة الحفاظ على اصالة المذهب!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
المدرسة الاقتصادیة الإسلامیة أمام التساؤلاتدور الاقتصاد فی حیاة الأمم وزوالها

یحاول البعض هذه الأیام طرح البحوث الاقتصادیة الإسلامیة بأسلوب حدیث متأثرین - عن وعی أو بدون وعی - بسائر الترعات الاقتصادیة کما یبدون بعض نزعاتهم الخاصة التی یتحفظون أحیاناً عن کتمانها.

و لیس هذا هو الشیء المهم، وإنّما المهم هو أنّ هؤلاء یسعون إلى تطبیق الاقتصاد الإسلامی مع المذاهب التی یمیلون إلیها، رغم الفوارق والاختلافات التی تمتاز بها مذاهبهم عن سائر المذاهب الاقتصادیة ومنها الشیوعیة والرأسمالیة.

أی أنّهم فی حقیقة الأمر قد جعلوا المذهب الذی یعتقدون به «أصلا» وحاولوا إلحاق الإسلام به بصفته «فرعاً».

إنّ مثل هؤلاء الأفراد لا یعتقدون فی الواقع بأصالة الإسلام، وإنّما ینظرون إلى المفاهیم الإسلامیة کنظرة العامل إلى أدوات عمله، فهم یریدون أن یوظفوا التعالیم الإسلامیة کأداة فی خدمة العقائد التی یؤمنون بها.

و هذا النوع من «التفکیر المنکوس» والذی ینبع من «فقدان الذات» یؤدّی بأصحابه إلى تقدیم تفسیرات خاطئة أحیاناً، بل ومضحکة بعض الأحیان!

و قد غفل هؤلاء عن حقیقة أنّ معرفة مذهب ما بشکل «أصیل» والابتعاد عن المیول السابقة شیء وفرض الأفکار علیه شیء آخر.

إنّ الباحث الذی یدّعی الواقعیة علیه أن یتصف «بالشهامة» الکافیة لکی یتعرف على الحقائق المرتبطة بکل مذهب کما هی، سواء کانت منسجمة مع الاتجاه الذی یؤمن به، أم مختلفة معه، أم مخالفته له.

و العمل الذی یقوم به البعض الیوم فی الجمع بین مذهبین وتقدیم تفسیرات تلفیقیة لیس عملا علمیاً ولا عقلیاً وواقعیاً، ولا هو خدمة لهذا المذهب، ولا استفادة صحیحة من ذلک المذهب! ذلک لأنّ مثل هؤلاء الأشخاص یضطرون لـ«التفسیر بالرأی» من أجل القیام بتلفیقاتهم الخاطئة، والأمر الذی شجبه الإسلام بشدّة وعدّه أساس الهرج المرج فی المصادر الدینیة وفی أی وثیقة تاریخیة.(1)

و هذا الأسلوب من البحث یؤدّی إلى أن یقوم کل شخص بتطبیق الآیات والروایات الإسلامیة «بالقوّة» على المذهب الذی یمیل إلیه ویتمسک بأسسه، وإذا تبدلت عقائد هذا الشخص واتخذ اتجاهاً جدیداً، یقوم بتفسیر نفس تلک الآیات والروایات بشکل آخر وانسجاماً مع مبدأه الجدید، فیجعل بذلک المفاهیم الإسلامیة کرة یلعب بها کیف یشاء!

فیذهب تارة إلى «المعانی المجازیة» دون أیة قرینة عقلیة، أو نقلیة، ولیستخرج تارة أخرى مسائل عینیة وخارجیة بشکل «کنائی ومثالی»، ومرّة یغور فی أعماق الآیات والروایات، حتى إذا عثر فی زاویة من إحداها على علامة تدل على المقصد الذی یتجه إلیه تشبث به، أمّا إذا وجد ما یعارض هدفه فی المئات من الآیات والروایات الأخرى فإنّه یغمض عینیه عنها، لأنّ هذه العلامة تنسجم مع ما یجول فی خاطره، بینما لا تنسجم معه تلک.

 


1. للمزید من الاطلاع على مفهوم «التفسیر بالرأی» وما یصاحب ذلک من أخطار وأضرار، راجع کراس «التفسیر بالرأی» للمؤلف.

 

المدرسة الاقتصادیة الإسلامیة أمام التساؤلاتدور الاقتصاد فی حیاة الأمم وزوالها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma