القرآن والاستعمار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
الاستعمار الحرباء الوجه الاقتصادی للاستعمار

لقد رسم القرآن الکریم صورة رائعة للاستعمار واختار له اصطلاحاً یناقض ما ذهبوا إلیه، فجعله قباء یناسب قامته ویبیّن محتواه کاملا وفی جمیع أشکاله وجمیع تفاصیله وجزئیاته.

نعم، لقد جاء القرآن بکلمة «الاستضعاف» ذات المعنى الواسع التی تشمل جمیع أشکال «الاستحمار» و«الاستثمار» والتضعیف الفکری والسیاسی والاقتصادی والاجتماعی من أجل استغلال الفرد أو المجتمع، واستخدم القرآن هذه الکلمة فی کل مکان ودعا «المستضعفین» للثورة ضد «المستکبرین» (و هم المستعمرون الذین یرون فی أنفسهم التفوق على الآخرین) ویعدهم بالنصر والغلبة.

فمثلا یقول القرآن فی معرض حدیثه عن فرعون: (إنّ فِرعَونَ عَلا فِی الأَرضِ وَجَعَلَ أَهلَها شِیَعاً یَستَضعِفُ طَائفةٌ مِّنهُم یُذَبِّحُ أَبنَاءَهُم وَیَستَحی نساءَهُم إنّه کانَ مِنَ المُفْسِدِینَ).(1)

فقد أوضحت الآیة على قصرها «دوافع» الاستعمار، بالاستعلاء، خطّته بالفرقة، والوسیلة هی تضعیف القوى البناءة والخلاقة فی المجتمع، وبالنتیجة یؤول الأمر إلى الفساد والافساد.

ثم یدعو القرآن القوم المستعمرین للنهضة والثورة بجمل قصیرة مختصرة وصریحة وبلیغة:

 

(وَ نُرِیدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِینَ استضعِفُوا فِی الأرْضِ وَنَجْعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُم الوارِثِین).(2)

طال الحدیث وما زلنا فی بدایة الکلام عن الاستعمار وخاصة بُعده القرآنی ولکننا نختم الحدیث بجملة واحدة ونوکل الباقی إلى فرصة أخرى.

إنّ القرآن لم یمدح «الضعفاء» مطلقاً، ولم یعدهم بالنصر، وإنّما وعد «المستضعفین» وهم أولئک الأقویاء بالقوّة وإن آل أمرهم إلى الضعف نتیجة لضغوط الأعداء، إلاّ أنّهم فی سعی دائم وحرکة ونشاط، یثورون ویصرخون ولا یتوقفون عن ذلک لحظة.

نعم، هؤلاء هم المستضعفون، وهم الموعودون بالنصر والغلبة.


1. سورة القصص، الآیة 4.
2. سورة القصص، الآیة 5.
الاستعمار الحرباء الوجه الاقتصادی للاستعمار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma