قال الإمام الحسن العسکری(علیه السلام):
أَشَدُّ النَّاسِ اِجْتِهـاداً مَنْ تَرَکَ الذُّنُوبَ(1)
نعلم أنّ مقاومة الأهواء التی تعدّ مصدر الذنوب، یصطلح علیها فی الشرع بالجهاد الأکبر والذی یفوق جهاد العدو قیمة وأهمیة.
وذلک لأنّ هذا الجهاد وسیلة لتهذیب النفس، وما لم تهذب النفس فلیس هنالک من نصر وغلبة، فالفشل غالبا ما یفرزه الضعف.
وتتبیّن قیمة هذا الجهاد فی الأوساط المشوبة بالمعاصی، کما تتضح أهمیّته فی النهوض بالأهداف الإجتماعیة.
وما الانتصارات التی حققها رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی المدینة إلاّ نتیجة مباشرة لتهذیب النفس وجهاد الأصحاب فی مکة.
هناک 90 سورة من السور القرآنیة نزلت فی مکّة المکرمة حیث استطاع النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) طیلة 13 سنة من دعوته فی مکّة أن یهدی الکثیر من الناس ببرکة القرآن، ثم یهاجر إلى المدینة ویبنی المجتمع الإسلامی الجدید.
1. بحار الأنوار، ج 78، ص 373.