قال النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله):
الطَّبِیبُ اللهُ وَلَعَلَّکَ تَرْفَقُ بِأَشیـاءَ تَخْرِقُ بِها غَیْرَکَ(1)
إنّ الحوادث المؤلمة التی تشهدها حیاة الإنسان معلولة غالباً لسوء تدبیر الإنسان وسوء إنتخابه وسوء نیّته.
لکن تقع أحیاناً بعض الحوادث الألیمة بحیث لا یوجبها أی من هذه العوامل، ولها فی الواقع حکم الأدویة التی وصفها الطبیب الحق; أی الله سبحانه وتعالى لعباده، وهذه الأدویة وإن کانت مرّة إلاّ أنّ آثارها العلاجیة کبیرة ومهمّة، فقد تکون أحیاناً ناقوس خطر للتنبیه، کما تکون أحیاناً أخرى وسیلة لإلفات نظر الإنسان إلى ضعفه وعجزه وأخیراً تؤدّی إلى إزالة غرور وتکبّره.
وتارة تکون کفّارة للذنوب، فهذه الأدویة رغم أنّها مُرّة، ولکنّها تصلح لعلاج الکثیر من الأمراض والنقائص وقد أوصى بها الطبیب الحقیقی للنفوس.
1. نهج الفصاحة، ص 406، 1922.