قال الإمام الحسین الشهید(علیه السلام):
النَّاسُ عَبِیدُ الدُّنیـا وَالدِّینُ لَعِقٌ عَلَى أَلسِنَتِهِم یَحُوطُونَهُ مـا دَرَّتْ بِهِ مَعـایِشُهُم، فَإِذا مُحِّصُوا بِالبَلاءِ قَلَّ الدَّیّانُونَ(1)
إنّ الدین ـ وبالذات الإسلام ـ حافظ حقوق أفراد المجتمع والمدافع عنهم والضامن لمصالحهم الواقعیة والعادلة، إلاّ أنّ الدین قد یشکل أحیاناً عبئاً على المصالح الشخصیة الخاصة غیر المشروعة، وهنا یتمیز المتدینون عن أدعیاء الدین.
ومن الطبیعی أنّ أغلب الأفراد الذین ینظرون إلى الأمور من خلال منافعهم إنّما ینسجمون مع الدین مادام یحفظ حقوقهم الشخصیة، فإذا إختلف الدین ومنافعهم ولّوا له ظهورهم وکانوا مصداقاً لقوله: (نؤمن ببعض ونکفر ببعض)(2); أمّا المتدینون الواقعیون فهم ملتزمون بمبادئه کیفما کان الأمر، والإیمان هو الذی یحدد معالم حیاتهم لا المنافع الشخصیة.
1. بحار الأنوار، ج 44، ص 383.
2. سورة النساء، الآیة 150.