قال الإمام محمد الباقر (علیه السلام):
مِمّا حَدَّثَ بِهِ رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله) وَلَم یَسبِقْهُ أحَدٌ لِقَولِهِ: النِّیاحَةُ مِنْ عَمَلِ الجـاهِلِیَّةِ(1)
لهذا الحدیث القصیر والعمیق ظاهر وباطن:
ظاهره إشارة إلى الأعمال الطائشة التی کانت سائدة على عهد الجاهلیة; فحین کان یموت أحدهم یدعون النائحات یندبن ذلک المیت بما شئن من العبارات الکاذبة والخادعة فیقمن عزاءاً مزیفاً.
وأمّا المعنى الباطنی الذی ربّما أراده الإمام(علیه السلام) هو أنّ النیاحة والمأتم بالنسبة للحوادث والشدائد الفردیة والإجتماعیة هو عبث لا طائل من ورائه وهو تضییع الإمکانات فحسب; وعلیه لابدّ من الإستعانة بالعقل والفکر والاستقامة والشجاعة لحلّ العقد والبحث عن الحلول للتغلب على تلک الصعاب.
1. وسائل الشیعة، ج 2، ص 915.