هل النزاع یختصّ بالمشتقّ الصرفی فحسب؟ وبعبارة اُخرى: هل المشتقّ فی الاُصول هو المشتقّ فی علم الصرف، أو له اصطلاح خاصّ؟
الظاهر أنّ له اصطلاحاً جدیداً فی الاُصول وأنّ النسبة بین المشتقّ الاُصولی والمشتقّ الصرفی عموم من وجه، والمهمّ فی المشتق الاصولی أن یحوى امورزاً اربعة:
الأوّل: الذات المتلبّسة بالمبدأ.
الثانی: مبدأ الاشتقاق.
الثالث: تحقّق التلبّس فی زمان من الأزمنة الثلاثة.
الرابع: انقضاء التلبّس. فالملاک فی دخول شیء فی محلّ النزاع اجتماع هذه الاُمور فیه، وحیث إنّ بعض المشتقّات الصرفیّة لا یکون واجداً لتمامها فیکون خارجاً عن محلّ البحث کالفعل الماضی أو المستقبل (فإنّ ذات الفاعل فیهما لیست جزءً) وإن کانا مشتقّین فی اصطلاح الصرفیین، بل أنّه نفس الحدث الواقع فی زمان من الأزمنة، وکذلک الأوصاف التی لا یتصوّر فیها انقضاء المبدأ نحو المولد حینما یقال: «مولد النبی (صلى الله علیه وآله) مکّة» لأنّ وصف التولّد یتحقّق فی زمان ومکان، ولا یکون له بقاء حتّى یتصوّر انقضائه أو عدمه، وکذلک الأوصاف التی تکون من ذاتیات الشیء کالمحرقیّة بالنسبة إلى النار، وبالعکس یدخل بعض الجوامد الصرفیّة فی محلّ النزاع لاجتماع الاُمور الأربعة المذکورة فیه کالزوج والزوجة، ولذلک قلنا بأنّ النسبة بین المشتقّ فی علم الاُصول والمشتقّ فی علم الصرف هی العموم من وجه، فموضع اجتماعهما نظیر اسم الفاعل والمفعول، وموضع الافتراق هو الأفعال والجوامد.