کان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یسجد على الأرض أیضاً، ولیس على السجاد أو اللباس وغیرهما; وذلک بالاستفادة من مجموع الروایات المتعددة:

حیث نقرأ الحدیث الذی ینقله أبوهریرة یقول: «سجد رسول الله(صلى الله علیه وآله)فی یوم مطیر حتّى أنّی لأنظر إلى أثر ذلک فی جبهته وأرنبته»(1).

فإذا کان السجود على السِّجاد والثیاب جائزاً، فلا ضرورة أن یسجد النبی(صلى الله علیه وآله) على الأرض فی یوم ممطر.

تقول عائشة أیضاً: «مَا رَأیتُ رَسُولَ اللهِ مُتَّقِیَاً وَجْهَهُ بِشَیء»(2) أی وقت السجود.

یقول ابن حجر فی شرحه للحدیث: «هذا الحدیث یشیر بأنّ الأصل فی السجود هو ملامسة الجبهة للأرض، ولکن مع عدم التمکن لا یجب تحقیق ذلک»(3).

وجاء فی روایة أخرى عن میمونة (إحدى زوجات رسول الله(صلى الله علیه وآله)): «ورسول الله(صلى الله علیه وآله) یصلی على الخُمرة فیسجد»(4) أی قطعة من الحصیر.

والواضح من معنى الحدیث أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) قد سجد على الحصیر.

وجاءت روایات کثیرة ومتعددة فی المصادر المعروفة لدى أهل السنّة أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) کان یصلی على الحصیر.

والعجیب فی الأمر أنّه إذا قام الشیعة بوضع الحصیر للصلاة، کما فعل النبی یتهمون بالبدعة من قبل مجموعة من المتعصبین، وینظرون إلیهم نظرة غضب، فی الوقت الذی تذکر هذه الأحادیث أنّ النبی هو الذی سنّ هذا العمل. وکم هو مؤلم أن تعتبر هذه السنن بدعة!!!

ولا أنسى ذلک الموقف الذی حدث فی إحدى زیاراتی لبیت الله الحرام، عندما کنت فی مسجد النبی(صلى الله علیه وآله) وأردت الصلاة على قطعة حصیر، أقبل حینها أحد الأشخاص المتعصبین من علماء الوهابیة وأخذ الحصیر ـ ووجهه مکفهر ـ وألقاه جانباً، والظاهر أنّه کان یعتبر هذه السنّة بدعةً.

1. المعجم الأوسط للطبرانی، ج 1، ص 36; ومجمع الزوائد، ج 2، ص 126 . 

2. مصنف ابن أبی شیبة، ج 1، ص 397 .

3. فتح الباری، ج 1، ص 404 .

4. مسند أحمد، ج 6، ص 331 .