الاستغلال السلبی للأمور الحقّة یمنح الفرصة لأصحاب الألسن البذیئة ویقدم الذرائع والحجج لمن یبحث عنها، ویستند إلیها فی الطعن بتلک الأمور الحقّة والشرعیة.
والزواج المؤقت هو من المصادیق الواضحة لمثل هذا البحث.
ولکن للأسف الشدید قام بعض المغرضین وأتباع الهوى بتشویه هذا الزواج وتحریفه ـ والذی شرع فی الأصل لیکون حلاً لبعض المعضلات الاجتماعیة المهمّة والضرورات ـ لیعطوا المخالفین الذرائع لنقد هذا التشریع الحکیم.
ولکن السؤال هنا هو: أی حکم لم تنله ید الاستغلال إلى یومنا هذا، وأی مبدأ قیّم لم تستغله جماعات غیر مؤهلة؟
فإذا وضعت المصاحف یوماً على رؤوس الرماح کذباً وخداعاً لتوجیه حکم الظالمین والمتعصبین، فهل معناه أن یوضع القرآن جانباً؟
وإذا قامت مجموعة من المنافقین ببناء مسجد ضرار، وأمر رسول الله(صلى الله علیه وآله)بتدمیره أو إحراقه، فهل هذا یعنی أنّ تترک المساجد بشکل کلی؟
وعلى کل حال، نحن نعترف أنّ بعضهم استغل هذا الحکم الإسلامی المهم، ولکننا لا یمکن أن نغلق أبواب المسجد لأجل مجموعة تارکة للصلاة، أو نشعل الحریق لأجل مندیل قیصری.
فیجب أن نغلق الباب أمام أتباع الهوى والاستغلالیین، وأن نضع ضوابط صحیحة للزواج المؤقت، وخصوصاً فی عصرنا الحاضر، حیث لا یمکن تطبیق هذه القضیة من دون تخطیط دقیق وصحیح. فلابدّ من قیام مجموعة من المختصین وأهل الخبرة بکتابة وتدوین قانون لتنظیمه وتطبیقه، لقطع الأیادی الشیطانیّة عنه، والحفاظ على الجانب المشرق لهذا التشریع الحکیم، وسد المنافذ على کلا المجموعتین: أی: أتباع الهوى، والمنتقدین الحاقدین.
