هناک بعض الموارد یحرم فیها التقیة، وهی عندما یؤدی استخدام التقیة فی إخفاء شخص عقیدته أو مذهبه إلى تعریض أساس الإسلام للخطر أوتعریض کیان المسلمین للضرر الشدید، ففی هذه الموارد یجب أن یظهر عقیدته الواقعیة حتى وإن أدى ذلک إلى وقوعه فی الضرر.
وهؤلاء یتصورون أنّ التقیة هی من قبیل «إلقاء النفس إلى التهلکة» لأنّ القرآن نهى عن ذلک بصراحة إذ قال: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَیْدِیکُمْ إِلَى التَّهْلُکَةِ)(1). وهو اشتباه عظیم; لأنّ لازم هذا حرمة حضور میدان الجهاد، فی الوقت الذی لا یتفوه بهذا الکلام أی عاقل، ومن هنا یتبیّن بوضوح أنّ ثورة الإمام الحسین بن علی(علیه السلام) ضد یزید کانت قطعاً وظیفة دینیة. والإمام لم یکن مستعداً أن یرضخ لیزید واتباعه وبنی أمیة الغاصبین للخلافة الإسلامیّة; لأنّه یعلم بوقوع ضرر کبیر على کیان الإسلام، وستکون ثورته وشهادته سبباً لیقظة المسلمین ونجاتهم من حثالة الجاهلیة.