6. هل التقیة جائزة فی مقابل الکفّار فقط؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الشیعة شبهات و ردود
5. التقیة فی الروایات الإسلامیّة7. التقیة الحرام

إنّ بعض المخالفین عندما یواجهون الروایات الصریحة المذکورة سابقاً لایبقى مجال لهم إلاّ القبول بمسألة مشروعیة التقیة، ولکنّهم یخصّون ذلک فی مقابل الکفّار فقط، ولا یرون مشروعیة التقیة فی مقابل المسلمین.

وإضافة إلى وضوح عدم الفرق بینهما بناءً على الأدلة السابقة نقول:

1. إذا کان معنى التقیة هو حفظ النفس والمال والعِرض فی مقابل المتعصبین والأشخاص الأشرار، فما الفرق بین بعض المسلمین الجهلة المتعصبین والکفّار؟

وإذا کان العقل هو الذی یحکم بحفظ هذه الأمور وعدم هدرها بدون مبرر، فما هو الفرق بینهما؟

ونحن نعرف أنّ هناک أفراداً غیر واعین وقعوا تحت تأثیر الإعلام المسموم والدعایات السیئة، هؤلاء یرون أن هدر الدم الشیعی یقربهم إلى الله، فإذا تورط شیعی مخلص من أتباع الإمام علی(علیه السلام) وأهل بیت النبی(صلى الله علیه وآله)مع هؤلاء وسألوه ما هو مذهبک؟ فهل یحکم العاقل والواعی بأن یجیب بصراحة بأنّه «شیعی» لیعرض نفسه للجنایة وقطع رقبته؟!

وبعبارة أخرى، فلو أصدرنا حکماً بحرمة التقیة بناءً على کلامهم فی مقابل الأعمال التی قام بها المشرکون مع عمّار بن یاسر، أو فی مقابل مسیلمة الکذاب مع أصحاب النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، أو فی مقابل أعمال حکّام بنی أمیة وبنی العبّاس، وکذلک فی مقابل أعمال بعض المسلمین غیر الواعین اتجاه شیعة علی(علیه السلام) لکان هذا سبباً فی هلاک مئات الآلاف المخلصین من أتباع أهل البیت(علیهم السلام)، لأنّ هؤلاء الحکام الظلمة مسلمون فی الظاهر!!!

فلو لم یؤکد أهل البیت(علیهم السلام) على مسألة التقیة بکثرة حتى أنّهم قالوا: «تسعة أعشار الدین التقیة»(1) لوصل عدد قتلى الشیعة فی عصر بنی أمیة و بنی العباس  إلى  مئات  الآلاف، أضعاف  عدد الذین  قتلوهم  بوحشیة و بل رحمة.

فهل مع هذه الظروف یمکن أن یکون هناک شک أو تردید فی مشروعیة التقیة؟!

ونحن لا ننسى تلک الدماء التی أریقت بین أهل السنّة لسنوات عدّة بسبب الاختلافات المذهبیة، ومن جملتها مسألة القرآن، هل هو حادث أم قدیم؟، هذا النزاع الذی یراه المحقّقون الیوم نزاعاً لا معنى له ولا فائدة.

فإذا وقعت فرقة تدعی أنّها على الحق فی أیدی مخالفیها وتورطت معها، فهل علیها أن تجیب على أسئلتهم الاعتقادیة بصراحة، بأنّ عقیدتنا هی کذا وکذا... حتى وإن کان هذا التصریح سیؤدی إلى إراقة دمهم من دون أن یکون لهذه الدماء تأثیر أو فائدة ترتجى؟

2. یقول الفخر الرازی فی تفسیر الآیة الشریفة (إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً)(2): ظاهر الآیة یدل على أنّ التقیة إنّما تحلّ مع الکفّار الغالبین، إلاّ أنّ مذهب الشافعی (رضی الله عنه) إذا شاکلت الحالة بین المسلمین والمشرکین حلّت التقیة محاماة على النفس.

وبعدها استدل على ذلک بأنّ التقیة جائزة لصون النفس، وهل هی جائزة لصون المال یحتمل أن یحکم فیها بالجواز، لقوله صلى الله علیه وسلم: «حرمة مال المسلم کحرمة دمه»، ولقوله صلى الله علیه وسلم: «من قتل دون ماله فهو شهید»(3).

ونقرأ أیضاً فی تفسیر النیسابوری حیث جاء فی حاشیة تفسیر الطبری: قال الشافعی: «تجوز التقیة بین المسلمین کما تجوز بین الکافرین محاماة عن النفس»(4).

3. والملفت للنظر أنّ جمعاً من محدّثی أهل السنّة وبسبب اعتقادهم بأنّ القرآن الکریم قدیم استخدموا التقیة عندما وقعوا تحت ضغط حکم بنی العباس، واعترفوا بأنّه حادث، للنجاة بأنفسهم.

وأشار ابن سعد المؤرخ المعروف فی کتابه «الطبقات»، والطبری المعروف أیضاً فی کتابه المشهور تاریخ الطبری إلى رسالتین من المأمون أرسلتا إلى رئیس الشرطة فی بغداد «إسحاق بن إبراهیم» حیث ذکر ابن سعد عن الرسالة الأولى: «کتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهیم فی إشخاص سبعة نفر، منهم محمّد بن سعد الواقدی وأبو مسلم یزید بن هارون، ویحیى بن معین، وزهیر بن حرب أبو خیثمة، وإسماعیل بن داود، وإسماعیل بن أبی مسعود، وأحمد بن الدورقی، فأشخصوا إلیه فامتحنهم، وسألهم عن خلق القرآن، فأجابوا جمیعاً إنّ القرآن مخلوق»(5). (مع أنّ الرأی المشهور بین المحدّثین هو أنّ القرآن قدیم، وهذا ما کان یعتقد به هؤلاء السبعة).

نعم، إنّ هؤلاء قد اتقوا من المأمون خوفاً من عقابه الشدید، واعترفوا بأنّ القرآن مخلوقٌ، فأخلى سبیلهم.

وتلیها الرسالة الثانیة، حیث ینقل الطبری رسالة أخرى من المأمون والمخاطب فیها أیضاً رئیس شرطة بغداد حیث یقول: «عندما وصل کتاب المأمون أحضر إسحاق بن إبراهیم لذلک جماعة من الفقهاء والمحدّثین یصل عددهم تقریباً إلى 26 شخصاً، وقرأ علیهم کتاب المأمون مرّتین حتى فهموه، ثم استدعى واحداً تلو الآخر لیظهروا عقیدتهم حول القرآن، فاعترف جمیعهم بأنّ القرآن مخلوق فأخلى سبیلهم، باستثناء أربعة أشخاص هم: أحمد بن حنبل، سجادة، القواریری ومحمّد بن نوح، فأمر رئیس الشرطة بتقییدهم بالسلاسل وزجهم بالسجن.

وفی الیوم التالی استدعاهم، وأعاد علیهم الکلام حول القرآن، فاعترف سجادة بأنّ القرآن مخلوق فأطلقه، وأصر الباقون على المخالفة، ثم أعادهم مرّة أخرى إلى السجن.

وفی الیوم الثالث استدعاهم وتراجع القواریری عن موقفه، فأطلق سراحه، ولکن أصر کلاً من أحمد بن حنبل ومحمّد بن نوح على قولهما السابق، فقام رئیس الشرطة بنفیهما إلى مدینة طرطوس(6)».

وعندما اعترض بعضهم على المجموعة التی استخدمت التقیة، استدلوا لهم بموقف عمار بن یاسر فی مقابل الکفار(7).

إنّ کل هذا یدل وبوضوح على أنّه إذا انحصر طریق نجاة إنسان بالتقیة عندما یقع ضغط شدید علیه من قبل الظالمین یستطیع أن یختار التقیة وسیلة لصیانة وحفظ نفسه من ظلم الکفّار أو المسلمین (تأمل).


1. بحار الأنوار، ج19، ص 254. 
2. سورة آل عمران، الآیة 28 .
3. التفسیر الکبیر للفخر الرازی، ج 8، ص 14 .
4. تفسیر النیسابوری فی حاشیة تفسیر الطبری، ج 3، ص 118.
5. تاریخ الطبری، ج 7، ص 197; وطبقات ابن سعد، ج7، ص 167، طبعة بیروت .
6. مدینة فی بلاد الشام على ساحل البحر الأبیض المتوسط.
7. تاریخ الطبری، ج 7، ص 197 .
5. التقیة فی الروایات الإسلامیّة7. التقیة الحرام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma