یعترف العدو والصدیق بأنّ مجالس العزاء على الإمام الحسین(علیه السلام) أعظم قوّة تقف وراء یقظة الناس والنهج الذی حدده الإمام لأتباعه هو الضامن لبقاء الإسلام ودیمومته. إنّ أهمیة إقامة هذه المجالس وسرّ تأکید الأئمّة الأطهار(علیهم السلام) على حفظها تبدو أوضح حین نلاحظ أنّ الشیعة فی عصر صدور هذه الروایات کانوا یعیشون عزلة خانقة وضغوط شدیدة تمارسها ضدهم الحکومات الأمویة والعباسیة بحیث یتعذر علیهم ممارسة أدنى نشاط سیاسی واجتماعی حتى أشرفوا على الإنهیار، لکن مجالس العزاء الحسینیة أنقذتهم وخلقت لدیهم حالة من الإنسجام والوئام لتجعلهم قدرة ذات شوکة فی المجتمع الإسلامی. وعلى هذا الضوء عبرت بعض الروایات عن إقامة هذه المجالس بإحیاء أمر أهل البیت(علیهم السلام). قال الإمام الصادق(علیه السلام)فی هذه المجالس:

«إِنَّ تِلْکَ الَْمجالِسَ أُحِبُّها فَأَحْیُوا أمْرَنا»(1).

وقال مؤسس الجمهوریة الإسلامیة بشأن هذه المجالس فی عبارة جامعة:

«ما ینبغی أن ندرکه جمیعاً أنّ ما یوجب الوحدة بین المسلمین هذه المراسم السیاسیة، ومراسم العزاء على الأئمّة الأطهار(علیهم السلام) ولاسیما سید المظلومین أبی الأحرار الحسین(علیه السلام)هی التی حفظت هویة المسلمین ولاسیما الشیعة الإمامیة»(2).

1 . وسائل الشیعة، ج 10، ص 391-393، ح 2.
2 . وصیة الإمام الخمینی الإلهیة السیاسیة، صحیفة النور، ج 21، ص 173.