268-المصاهرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 

268-المصاهرة

بسم الله الرحمن الرحیم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمدٍ وآله الطاهرین.

انتهینا بحمد الله من البحث فی مسائل الرضاع، السبب الثانی من أسباب التحریم فی النکاح، ونبدأ الیوم بالبحث فی السبب الثالث، والذی هو من أهمّ المباحث، ومسائله مبتلى بها جداً، وفیه فروع وملحقات دقیقة. وعبارة الإمام فی عنوان الباب هی:

القول فی المصاهرة وما یلحق بها

والمقصود من ملحقات المصاهرة الاُمور التی لیس لها شکل الزواج ولکن لها آثاره من حیث الحرمة، مثل وطء الشبهة والزنا فی بعض الموارد.

تعریف المصاهرة

1 ـ قال الإمام الخمینی ـ قدّس سرّه ـ فی تعریفها: (المصاهرة هی علاقة بین أحد الزوجین مع أقرباء الآخر موجبة لحرمة النکاح عیناً) کما فی زوجة الأب، وزوجة الابن، والربیبة، (أو جمعاً) مثل الجمع بین الاُختین (على تفصیل یأتی).

2 ـ وقال المحقق الثانی ـ رحمه الله ـ فی تعریفها: (أنها علاقة مخصوصة حدثت بین الزوجین وبین أقربائهما بسبب النکاح توجب الحرمة. واُلحقت بالنکاح الوطء والنظر واللمس فی مواضع مخصوصة)(1).

3 ـ وعرّفها المحقق النراقی ـ قدّس سرّه ـ فقال: (هی علاقة تحدث بین الزوجین وبین أقرباء کلّ منهما بسبب النکاح توجب الحرمة، ویلحق بالنکاح الوطء والنظر واللمس على وجه مخصوص) کما فی حرمة الجاریة ملموسة الابن على الأب وبالعکس(2).

4 ـ وقال فی (الجواهر): (هی علاقة قرابة تحدث بالزواج)(3).

وبحسب هذا التعریف تکون سائر الموارد غیر الزواج من الملحقات.

وهناک موضعان فی تعریف الإمام ـ قدّس سرّه ـ یمکن المناقشة فیها:

1 ـ أنّه ـ قدّس سرّه ـ عبّر بـ(هی علاقة)، فمن أین تحصل هذه العلاقة وما هی؟ فالعلاقة لفظ عام یشمل العلاقة النسبیّة والرضاعیة. إذن کان من الأفضل أن یضیف ـ قدّس سرّه ـ کلمة الزواج.

2 ـ أنّه ـ قدّس سرّه ـ قال: (أحد الزوجین)، والحال أنّها علاقة بین کلّ من الزوجین وأقرباء الآخر. ولذا نجد أنّ المحققین الثانی والنراقی قد ذکرا فی تعریفیهما هذا الشیء حیث قالا: (بین الزوجین) فتعبیر (الأحد) إذن فی غیر محلّه.

وتعریف (الجواهر) أیضاً لا یخلو عن إشکال؛ لأنّه لم یذکر أثر هذه العلاقة، وکان ینبغی له ذلک، وأنّ أثرها هو الحرمة الأبدیة أو المؤقتة؛ وذلک لأنَّ المعرّف یُعرف من آثاره.

إذن أفضل تعریف من هذه التعاریف وأشملها هو تعریف النراقی قدّس سرّه.

بقی هنا اُمور

الأمر الأوّل: هل أنّ التعاریف التی تذکر فی الفقه والاُصول تعاریف حقیقیة، أو أنّها شرحٌ للاسم؟

لیس المقصود من التعریف الحقیقی التعریف بالجنس والفصل؛ لأنّها اُمور اعتباریة ولیس لها جنس وفصل، بل المقصود منه هو التعریف الجامع والمانع.

وللآخوند ـ قدّس سرّه ـ کلامٌ فی مسألة التعاریف، مفاده أنّ البحث فی الجامعیة والمانعیة فی التعاریف لیس لازماً؛ لأنّ التعریف ـ نوعاً ما ـ شرحٌ للاسم، کما فی قولک: نبت، فی جواب من قال: السعدانة ما هی؟

ونحن نعتقد بأنّ هذه التعاریف حقیقیة بدلیلین:

الأوّل: أنّ الأعاظم حینما یتعرّضون للتعریف یذکرون قیوداً متعددة، بعضها لأجل إدخال بعض الاُمور، وبعضها لأجل إخراج بعض الاُمور الاُخرى. وهذا یدلّ على أنّ مقصودهم هو التعریف الحقیقی؛ لأنّهم یبیّنون خاصیة کل قید.

الثانی: أنّ التعاریف بنحو شرح الاسم محلّها لیس هنا، وإنّما کتب اللغة؛ لأنّه لابدّ فی العلوم من بیان تعریف جامع ومانع للشخص المبتدئ، بحیث کلّما شک فی مصداق أنّه مشمول للعلم الذی هو فیه أو لا فإنّه یطبّق علیه التعریف. مثلاً: فی علم النباتات لا یجیبون بـ(السعدانة نبت)، بل یتعرّضون لتوضیحها وبیان صفاتها وخصائصها بشکل کامل.

إذن نحن ـ بهذین الدلیلین ـ نقول بأنّ التعاریف فی باب العلوم تعاریف حقیقیة، بمعنى أنّها جامعة مانعة.

الأمر الثانی: أنّ لفظ المصاهرة هل وقع موضوعاً لحکم من الأحکام وورد فی آیة أو روایة بحیث أننا إذا لم نعرفه نقع فی مشکلة، أو لا؟

أقول: لم یرد هذا التعبیر لا فی آیة ولا فی روایة، وإنّما هو من مخترعات الفقهاء، له جنبة علمیة، وأرادوا به الجمع بین شتات المسائل فی هذا الباب. ولذا فإننا لا نجد حکماً شرعیاً قد ترتب على هذا اللفظ بعینه.

نعم، ورد فی الآیة 54 من سورة الفرقان لفظ (الصهر)، ولکن لا ارتباط له بما نحن فیه.

الأمر الثالث: أنّ المعنى اللغوی للمصاهرة یختلف عمّا ذکره الفقهاء فی تعریفها. قال فی (لسان العرب): (المصاهرة هو القرابة) وهذا معنى عام یشمل کل قرابة، (وختن الرجل) أی (صهره، وصاهرت القوم إذا تزوّجت فیهم)(4).

وقد فسّرها بقیة اللغویون بهذا المعنى تقریباً.

إذن المعنى اللغوی محدود بمعنى الصهر، کما فی قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَبَاً وَصِهْراً) الفرقان: آیة 54. بینما المعنى الفقهی لها أوسع، یشمل مثل حرمة الربیبة وزوجة الأب.

إذن الفقهاء یطلقون المصاهرة على کلّ علاقة تحصل بسبب الزواج بین أقرباء الزوجین.

نکتة: أنّ الاصطلاحات عادة تکون محدودة أکثر من المعانی اللغویة، ولکن المقام على العکس، وهذا من الموارد النادرة التی یکون المعنى الاصطلاحی أوسع من المعنى اللغوی.

وصلّى الله على سیدنا محمد وآله الطاهرین.

___________________________

(1) جامع المقاصد12: 282.

(2) المستند 16: 299.

(3) الجواهر 29: 348.

(4) لسان العرب 7: 428 ـ صهر.

Peinevesht:
  
    
TarikheEnteshar: « 1279/01/01 »
CommentList
*TextComment
*PaymentSecurityCode http://makarem.ir
CountBazdid : 2556