266-الصفات المستحبّة فی المرضعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 

266-الصفات المستحبّة فی المرضعة

بسم الله الرحمن الرحیم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطاهرین

یقول الإمام الخمینی ـ قدّس سرّه ـ: (یستحب أن یختار لرضاع الأولاد المسلمة العاقلة العفیفة الوضیئة ذات الأوصاف الحسنة، فإنَّ للّبن تأثیراً تامّاً فی المرتضع کما یشهد به الاختبار ونطقت به الأخبار والآثار، فعن الباقر ـ علیه السلام ـ قال: ((قال رسول الله ـ صلّى الله علیه وآله وسلم ـ: لا تسترضعوا الحمقاء والعمشاء فإنَّ اللبن یعدی))(1) وعن أمیر المؤمنین ـ علیه السلام ـ: ((لا تسترضعوا الحمقاء فإنَّ اللبن یغلب الطباع))(2)، وعنه ـ علیه السلام ـ: ((انظروا مَنْ یرضع أولادکم فإنَّ الولد یشبّ علیه))(3)، إلى غیر ذلک من الأخبار المستفاد منها رجحان اختیار ذوات الصفات الحمیدة خَلقاً وخُلقاً، ومرجوحیة اختیار أضدادهنّ وکراهته، لا سیّما الکافرة، وإن اضطر إلى استرضاعها فلیختر الیهودیة والنصرانیة على المشرکة والمجوسیة. ومع ذلک لا یسلّم الطفل إلیهنَّ، ولا یذهبن بالولد إلى بیوتهنَّ، ویمنعها عن شرب الخمر وأکل لحم الخنزیر. ومثل الکافرة ـ أو أشد کراهة ـ استرضاع الزانیة باللبن الحاصل من الزنا والمرأة المتولدة من زنا، فعن الباقر ـ علیه السلام ـ: ((لبن الیهودیة والنصرانیة والمجوسیة أحبّ إلیّ من ولد الزنا))(4)، وعن الکاظم ـ علیه السلام ـ سُئل عن امرأة زنت هل یصلح أن تسترضع؟ قال: ((لا یصلح ولا لبن ابنتها التی ولدت من الزنا))(5).

موضوع هذه المسألة هو آداب الرضاع، وفیها ثلاثة بحوث:

الأول: الصفات الکمالیة للمرضعة.

الثانی: فی أنّه هل یجوز استرضاع الکافرة: (الیهودیة، والنصرانیة، والمجوسیة، والمشرکة)، أو لا؟.

الثالث: فی أنّه هل یجوز استرضاع بنت الزنا أو الزانیة، أو لا؟

نکتة

إنَّ أفضل غذاء یمکن أن یحصل علیه الرضیع هو لبن أمّه، قال الرسول الأعظم ـ صلّى الله علیه وآله ـ: ((لیس للصبی خیر من لبن أمّه))(6).

وقد قرّر الإسلام هذه الحقیقة فی زمان لم یکن فیه هذا التطوّر الذی نشاهده فی أیّامنا، والیوم وبعد تحقیقات کثیرة واختبارات عدیدة وصلوا إلى نفس الحقیقة وأنَّ أفضل غذاء للرضیع هو لبن أمّه. وإنّ حلیب الأمّ ـ أیضاً ـ أفضل من حلیب أی مرضعة أخرى، للتناسب الواقع بین الولد وحلیب أمّه، باعتبار أنّ کلیهما من جنس بدنها، فیحملان نفس الخصائص.

ومن الأمور التی یذعن بها الأطباء هی أنَّ کثیراً من النساء اللواتی یصبن بسرطان الثدی لم یکن یرضعن أولادهنَّ، أو أنَّ کثیراً من اللواتی یصبن بسرطان الرحم کُنَّ یلدن بعملیات قیصریة لا بشکل طبیعی.

الصفات الکمالیة للمرضعة

إنّ عمدة الروایات التی تدل على مستحبات الرضاع قد أوردها الشیخ الحرّ ـ علیه الرحمة ـ فی الأبواب 75 إلى 79 من أبواب أحکام الأولاد من (الوسائل).

وکما ذکر الإمام الخمینی ـ قدّس سرّه ـ لابدّ أن تکون المرضعة مسلمة عاقلة عفیفة وذات جمال وصفات فضلى أخرى.

ودلیل هذه المسألة طائفتان من الروایات:

الطائفة الأولى: الروایات التی تبیّن بشکل کلّی بأنّ المرضعة یجب أن تتحلّى بصفات جیدة، مثل:

1 ـ ... قال أمیر المؤمنین ـ علیه السلام ـ: ((انظروا من یرضع أولادکم فإنّ الولد یشبّ علیه))(7)، بمعنى أنّ صفات المرضعة تنتقل إلى الولد عن طریق اللبن، ولذا اسعوا أن تکون صفات المرضعة جیدة فی کل النواحی.

2 ـ ... إنّ علیاً ـ علیه السلام ـ کان یقول: ((تخیّروا للرضاع کما تخیّرون للنکاح، فإنَّ الرضاع یغیّر الطباع))(8).

3 ـ ... قال رسول الله ـ صلّى الله علیه وآله وسلم ـ: ((... فإنَّ اللبن یعدی))(9).

وهناک روایات کثیرة أخرى بهذه المضامین.

وکل هذه التعابیر تشیر إلى أنّ اللبن سبب لانتقال صفات المرضعة إلى الرضیع، وقد ذکر الأئمة المعصومون ـ علیهم السلام ـ هذه الحقیقة فی زمان لم یکن قد حصل فیه هذا التطوّر العلمی الموجود فی زماننا.

وقد أثبت العلم فی هذا العصر أنّ للغذاء تأثیراً فی روحیة الإنسان، فبعد ظهور علم الغدد وجدوا أنَّ هناک غدداً صغیرة منتشرة فی کل بدن الإنسان کان یظنُّ سابقاً بأنّها زائدة، ولکن العلم فی زماننا أثبت أنّ لها تأثیراً ودوراً مهمّاً فی بدن الإنسان.

فهناک الغدة النخامیة التی تکون تحت الدماغ (hypophysis)، وهناک الغدة الدرقیّة الموجودة تحت الحلقوم (thyroid)، وهناک أیضاً الغدة التی تکون فوق الکلیة (suprarenal gland).

ولم یکن دور هذه الغدد معروفاً سابقاً، ولکن ثبت فی زماننا بأنّها تمثّل دور إحدى القیادات فی البدن، حیث یترشّح منها هرمونات معیّنة تدخل الدم وتؤثّر تأثیرات مهمّة فی البدن. وإذا قلّ أو زاد نشاط هذه الغدد فإنّ البدن سوف یواجه مشاکل عظیمة.

والمهمّ فی مقامنا هو أنّ العلماء یقولون بأنّ ترشحات هذه الغدد تؤثّر فی الأخلاق والمزاج، ویعتقد أحد العلماء بأنّ الفعّالیات الفکریة والأخلاقیة والغددیة مرتبطة ببعضها، فأحیاناً تکون الترشحات الغددیة سبباً للشجاعة، أو للخوف، أو لقلّة الصبر، أو لزیادته.

إذن ترشّح الغدد یؤثّر فی الصفات. طبعاً لیس تأثیراً إلى حدّ الإجبار حتى یقال بأنّ للصفات الأخلاقیة فی الإنسان جنبة جبریة، وتقع أثراً لترشح الهرمونات الخارجة من الغدد، وإنّما تشکّل الأرضیّة لذلک، لا أنّها علة تامّة.

وقوله المعصوم ـ علیه السلام ـ: ((إنّ اللبن یعدی))(10) یشیر إلى هذه الحقیقة، فإنّ اللبن عندما یدخل البدن فإنّه یرد الغدد، ثم یخرج منها بصورة هرمون فیدخل الدم، وینتقل عن طریق الدم إلى الدماغ والأعضاء الأخرى، ویؤثر فی أخلاق وتصرّفات الإنسان؛ ولذلک أُمرنا بالنظر إلى من یرضع أولادنا.

الطائفة الثانیة: الروایات التی تتعرّض لبیان الصفات الخاصة.

1 ـ ... عن محمد بن مروان، قال: قال لی أبو جعفر ـ علیه السلام ـ: ((استرضع لولدک بلبن الحسان، وإیّاک والقباح، فإنّ اللبن یعدی))(11).

وهل المقصود هو جمال الباطن أو جمال الظاهر؟ أیّاً کان هو المقصود فإنّه یدل على لزوم مراعاة الأولویات.

2 ـ ... قال رسول الله ـ صلّى الله علیه وآله وسلم ـ: ((لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء)) وهی مؤنث أعمش، وهو ضعیف النظر، ((فإنَّ اللبن یعدی))(12).

وهل المراد هو النظر الظاهری، أو لأنّ هذه الصفة ذکرت إلى جانب الحمقاء یکون المقصود هو النظر الباطنی؟ أیّاً کان هو المقصود فإنَّ الروایة شاهد على أنّه لابدّ من اتصاف المرضعة بصفات کاملة روحاً وجسداً وعقیدة وفکراً.

ولتکن هذه الحقائق درس وعبرة لنا لکی نهتم بطعامنا، (فَلْیَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)(13) فلا یأکل الغذاء المشکوک والمشتبه؛ لأنّ الطعام أیضاً یعدی کاللبن. وهذا ما أشارت إلیه الروایة الناهیة عن الأکل فی فخّار مصر: ((لا تأکلوا فی فخّار مصر... فإنّها تورث الذلة، وتذهب بالغیرة))(14)، فإنّ عزیز مصر بعد أن عرف بقصة زلیخا ـ زوجته ـ قال: (یُوُسفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا واسْتَغْفِرِی لِذَنبِکِ إِنَّکِ کُنتِ مِنَ الْخَاطِئِینَ)(15) فهذه کانت نهایة غیرته، ولذا یقولون بأنّ هذا أثرٌ من آثار تربة مصر.

ولسنا فی مقام تحقیق هذه المسألة وأنّ لذلک التراب تأثیراً کلّیاً أو لا؟ أو أنّ الأثر هو لکل تراب مصر أو لمنطقة خاصة منها؟ بل ما نریده فقط هو الإشارة إلى أنّ للتغذیة أثراً مهمّاً، حتى بالنسبة للإناء الذی یؤکل فیه قد یکون له أثر فی أخلاق الإنسان ومعنویاته.

وصلّى الله على سیدنا محمد وآله الطاهرین.

________________________

(1) الوسائل 21: 467، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح4.

(2) الوسائل 21: 467، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح3.

(3) الوسائل 21: 467، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح1.

(4) الوسائل 21: 464، أبواب أحکام الأولاد، الباب 76، ح2.

(5) الوسائل 21: 465، أبواب أحکام الأولاد، الباب 76، ح7.

(6) الوسائل 21: 468، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح5.

(7) الوسائل 21: 467، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح1.

(8) الوسائل 21: 468، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح6.

(9) الوسائل 21: 467، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح4

(10) الوسائل 21: 467، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح4.

(11) الوسائل 21: 468، أبواب أحکام الأولاد، الباب 79، ح1.

(12) الوسائل 21: 467، أبواب أحکام الأولاد، الباب 78، ح4.

(13) عبس: 24.

(14) مستدرک الوسائل 2: 606، أبواب النجاسات والأوانی، الباب 49، ح3.

(15) یوسف: 29.

Peinevesht:
  
    
TarikheEnteshar: « 1279/01/01 »
CommentList
*TextComment
*PaymentSecurityCode http://makarem.ir
CountBazdid : 2311