10-أهداف النکاح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 

10-أهداف النکاح

بسم الله الرحمن الرحیم

وصلى الله على سیدنا محمد وآله الطاهرین، لا سیما بقیة الله المنتظر أرواحنا فداه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم.

تتمة البحث فی المسألة الأولى من مسائل تحریر الوسیلة:

کان الکلام فی باب النکاح حول مسألتین من مسائل تحریر الوسیلة، هما المسألة الأولى والمسألة الثانیة، والمسألة الأولى تبین فی الواقع أهداف وأغراض النکاح، والمسألة الثانیة تبین صفات الزوجة المنتخبة، ویمکن أن یقال بأن إحداهما بمثابة الکبرى وهی المسألة الأولى التی تتحدث عن لزوم إنتخاب الزوجة الصالحة والزوج الصالح لأجل النکات التی فی الأحادیث الخمسة المذکورة فی تلک المسألة، والأخرى بمثابة الصغرى وهی المسألة الثانیة، حیث تبین فیها صفات الصلاح فی کلٍ من الزوج والزوجة واحدةً واحدة.

تحلیل حول المسألة الأولى:

وأکرّر ما قلته لکم من أن هذه المسألة سهلة من الناحیة العلمیة إلاّ أنها لما کانت من المسائل المهمة من الناحیة الإجتماعیة فی زماننا فلابدّ لنا من الوقوف عندها أکثر لعلنا بذلک نستطیع أن نوجّه مجتمعنا باتجاه هذه البرامج الإسلامیة إن شاء الله.

والنکتة التی ینبغی ملاحظتها فی المسألة الأولى هی أن نرى أولاً الهدف من النکاح ثم بعد ذلک ننتخب ونحدد الصفات، حیث أن الصفات تتبع الأهداف والأغراض. فلو أن الإنسان أراد القیام بعملٍ معین یحتاج فیه إلى استئجار بعض العمال فإن علیه أولاً أن یضع البرنامج لعلمه ثم بعد ذلک ینتخب العمال الحائزین على الصفات التی تتوافق وإنجاز هذا العمل طبق البرنامج المحدد.

وقد مر معنا فی الروایات التی قرأناها أن الهدف من النکاح هو بقاء النسل الصالح، ولأجل ذلک یلزم إنتخاب الأفراد الصالحین من الناحیة الوراثیة لتحقیق هذا الهدف، ولاشک فی أن الأب والأم الصالحین یلدان أولاداً صالحین غالباً.

والعامل الوراثی کما أنه یؤثر فی سلامة ومرض الجسد کذلک یؤثر فی سلامة ومرض الروح. وهناک الکثیر من الأمراض التی یصاب بها الإنسان یقول عنها الأطباء أنها من الأمراض الوراثیة، مثل مرض السل والسکری أو الروماتیزم، وغیر ذلک من الأمراض التی یقولون ان الوراثة هی إحدى الأسباب فیها. وأیضاً العامل الوراثی یدخل فی کثیر من الأمراض الأخلاقیة مثل الخیانة والسرقة وغیر ذلک من الإنحرافات.

إن قلت: انه یلزم من قولکم بتأثیر العامل الوراثی فی الأمور المذکورة الإعتراف بمذهب الجبر، إذ الولد الذی یکون سارقاً أو قاتلاً أو خائناً نتیجة عامل وراثی لأن أباه وأمه کانا غیر صالحین إنما یکون کذلک بغیر إختیاره، وهذا هو مذهب الجبر.

وهذا البحث وإن کان محله علم الکلام إلاّ أننا نشیر إلیه هنا لأجل الفائدة فنقول:

الجواب: هو ما ذکرناه فی مباحث علم الکلام من أن عامل الوراثة هو کعامل التربیة والمحیط من قبیل المقتضی لا العلة التامّة، یعنی ان أقصى ما یسببه هو الاستعداد فی الولد لمثل هذه المسائل، ونمثّل لذلک بالمرض الجسمانی، فالولد الذی یتولد من أبوین مصابین بالسل یکون مستعداً من الناحیة الجسدیة للإصابة بهذا المرض وربما کان حاملاً فعلاً للمیکروب إلاّ أن ذلک لیس علة تامة لأن یصاب بمرض السل ویموت بسببه، إذ یمکن لهذا الولد إذا ما عولج عند طبیب مختص وتحلّى بالإرادة والتصمیم أن یزول هذا المیکروب من بدنه ویعود بدنه صحیحاً معافى لا استعداد فیه لهذا المرض، أی یواجه المقتضی مانعاً یمنعه عن التأثیر.

وفی الأمراض الأخلاقیة الأمر کذلک، حیث أنه لا شک فی أن للأب والأم دور فی حصول الاستعداد لدى الطفل لأن یکون جانیاً أو سارقاً مثلاً إلاّ ان ذلک لیس بنحو العلة التامة. ونحن نقول نفس هذا الکلام فی باب ابن الحرام وابن الحلال، حیث نقول ان ابن الحرام یکون فیه استعداد للإنحراف إلاّ أنّ ذلک بنحو المقتضی لا العلة التامة، وکم من أولاد الحرام کانوا من العباد الصالحین.

إذن العامل الأساسی هو إرادة الإنسان واختیاره، فیمکن أن یکون ابن "الشمر" صالحاً، وصحیح أن ظروفه سیئة وفیه استعداد للسوء إلاّ أن ذلک لیس بنحو العلة التامة بل بنحو العلة الناقصة، والعلة الناقصة یمکن إزالتها.

وقد ضربنا لذلک مثلاً فی بعض الأوقات ـ وللمثال دور مؤثر جداً فی تبیین المسائل خصوصاً لعامة الناس ـ هو: افرضوا أن هناک شخصین، أحدهما حائط بیته ملاصق لحائط المسجد والآخر بیته یبعد فرسخاً عن المسجد، ویمکن لکلٍ من هذین الشخصین أن یشارک فی برامج المسجد وصلاة الجماعة والجمعة، إلاّ أن جار المسجد ظروفه مساعدة أکثر من صاحبه للمشارکة فی هذه البرامج باعتبار قربه من المسجد، بینما صاحبه باعتبار بُعد المکان یحتاج إلى همّة أقوى للمشارکة.

وهنا نرى أنه لا الأول مجبور على المجیء إلى المسجد ولا الثانی مجبور على عدم المجیء، بل کل منهما مختار فی أن یأتی أو لا یأتی. وهذا ما یقال له الاستعدادات والظروف والمقتضیات. ویقیناً اجرُ کلٍ منهما یختلف عن أجر الآخر، فذاک الذی هو أبعد یشمله (أفضل الأعمال أحمزها) بخلاف الأقرب.

فمن لیس عنده الإستعداد والمقتضیات الروحیة والجسمانیة للتربیة الصالحة ومع ذلک یسلک طریق الصلاح فالله یعطیه على ذلک الأجر الجزیل، بینما الشخص الذی تولّد فی عائلة مسلمة متدینة صالحة وکان صالحاً أجره یکون أقل بطبیعة الحال.

تأثیر المحیط فی شخصیة الإنسان:

وهذا نظیر ما یقال حول تأثیر المحیط فی وجود الإنسان، فالإنسان الذی یعیش فی محیط سیئ وملوّث یتلوّن بلون هذا المحیط، إلا أن ذلک یبقى على مستوى المقتضی لا العلة التامة. والمحیط لا یکون فی أی موردٍ علة تامة، کما الوراثة والتربیة، هذه الأمور الثلاثة ـ التربیة، المحیط، الوراثة ـ التی تشکل الإنسان وتسمى بمثلث الشخصیة. وهذا المثلث دائماً یکون بحدّ المقتضی، والدور النهائی إنما هو لإرادة الإنسان التوأم مع الإختیار.

وبهذا البیان یمکن الإجابة على الکثیر من الأسئلة وحل إشکالات الجبر والإختیار. وفی ما نحن فیه هذا الشخص لأجل بقاء النسل الصالح یلتمس الزوجة الصالحة، أی المرأة التی یکون استعداد الصلاح ومقتضیاته فیها أکثر.

سؤال: إن ولد الزنا العلة فیه تکون تامّة باعتبار حرمانه من بعض المقامات والمناصب المعنویة؟

الجواب: ان الحرمان من المقامات المعنویة لا ارتباط له بالحرمان من النجاة یوم القیامة، فالأعمى مثلاً محروم من تولی بعض المناصب، والإنسان إذا کان فاقداً لبعض الصفات فإنه لا یمکنه أن یکون قاضیاً مثلاً، فالمقامات الإجتماعیة والصفات التی فی القرآن لا ارتباط لها بمسائل السعادة والشقاء، وبحثنا إنما هو فی مسائل السعادة والشقاء لا فی المناصب الإجتماعیة.

فالإنسان الذی ینسى کثیراً لا یمکنه أن یکون قاضیاً حتى لو لم یرتکب آی ذنب باعتبار أن الحافظة الجیدة شرط من شروط القاضی.

حسناً، هذا کله کان فی المرحلة الأولى والهدف الأول من أهداف النکاح آی بقاء النسل.

سؤال: العلل الناقصة عندما تضاف إلى بعضها تصبح علة تامة؟

الجواب: ان هذا السؤال قد اتضح جوابه فی طیّ البحث السابق، وهو أن الجزء الأخیر للعلة التامة هو إرادة واختیار الإنسان، ولا یمکن أن یکون الفعل إختیاریاً إلا بهذا النحو، فالإنسان الذی یفقد أعصابه فتصدر منه أفعال معینة نتیجة ذلک هذه الأفعال تکون غیر اخیتاریة، إذاً الجزء الأخیر للعلة التامة للأفعال الاختیاریة هو الإرادة المقارنة للإختیار.

والآن ننتقل إلى المرحلة الثانیة وهی تحت عنوان إنتخاب شریک الحیاة الزوجیة وهو ما وردت الإشارة إلیه فی روایات البحث السابق، حیث أُمرَ بالنظر إلى صفات هذا الشریک وهذا المستودع للأسرار وملاحظتها فی عملیة الإنتخاب. فشریک الحیاة مثل شریک أی عمل ینبغی أن یکون أمیناً نزیهاً تقیّاً وفیّاً صافی القلب محبّاً. فالهدف هنا والذی هو إنتخاب شریک الحیاة یحرک الإنسان نحو صفاتٍ هی شرط فی الشریک، وهی ما ذکرناه. وأمّا فی المرحلة الثالثة فهناک أحادیث مرّت معنا سابقاً تقول: (إنّ المرأة قلادة فانظر ما تتقلد)، وللقرآن الکریم أیضاً تعبیرٌ جمیل جداً فی هذا المجال حیث یقول: (هُنّ لباسٌ لکم وأنتم لباسٌ لهنّ) وفی اللباس فوائد عدیدة للإنسان منها: أنه زینة للإنسان، حیث أن الانسان بواسطة لباسه یحصل على الزینة والأبهة والمکانة الاجتماعیة، ومنها: أنه یقی الإنسان من الحر والبرد والآفات المختلفة، فلو أن الإنسان ارتدى لباساً قصیراً وخرج من المنزل فإنه حینما یعود سیلاحظ أنه قد اصیب الجزء المکشوف من بدنه بجراحات أو أوساخ وما شاکل. فبدن الإنسان ضعیف أمام الأخطار، واللباس یقوم بمهمة المحافظة علیه أمام الکثیر من هذه الأخطار.

والآیة تقول: (هنّ لباسٌ لکم وأنتم لباسٌ لهنّ) یعنی أنتم زینة لنسائکم وهنّ زینة لکم، أنت حماة لنسائکم وهنّ حماة لکم، وانتم تدفعون الأذى عن نسائکم وهن یدفعن الأذى عنکم، فالآیة الشریفة فیها الکثیر من المعانی. حسناً، فإذا أراد الإنسان ان ینتخب شخصاً لیکون زینةً ومحامیاً ومدافعاً عنه فأی صفات ینبغی له أن یلاحظ فی هذا المجال؟

الخلاصة:

وخلاصة البحث هی: أن الهدف من النکاح فی المرحلة الأولى هو بقاء النسل، وفی المرحلة الثانیة هو إنتخاب شریک الحیاة، وفی المرحلة الثالثة الهدف هو إنتخاب المدافع والزینة والمحامی.

ومن العجیب أن بعض الناس نراهم یدققّون فی شراء قمیص یلبسونه ستة أشهر أو سنة على الأکثر بینما فی إنتخاب الزوجة التی هی غالباً لباسٌ دائم للإنسان یلبسه مرّة واحدة فی أول عمره ولا یخلعه إلاّ فی آخره نرى أنه لا یدقّق ذاک التدقیق الذی دققه عند شراء القمیص، حیث أنه إذا أراد أن یشتری قمیصاً فإنه یسأل من هذا وذاک ویدور على عدّة محلاّت ولا یتسرع فی الإنتخاب لوحده، أمّا إذا أراد أن یتزوج فإنه یلاحظ المسائل الظاهریة فقط وینسى الجوانب المهمة.

ولی فی المقام کلام أرجو أن تبلغوه للشباب فی المجتمع وهو:

إن أکبر اشتباه یقع فیه الشاب أو الفتاة هو فی إنتخاب الشریک من غیر مشورة، ونحن قد رأینا الکثیر من النماذج من هذا القبیل، فبعض الشباب بمجرد أن یرى فتاة فی مکان من الأمکنة فإنّه یصمّم على الزواج منها ویصرّ على ذلک حتى لو خالفه الجمیع. وهذا هو منشأ الإشتباه والخطأ، فالشاب تبعاً لإحساسات الشباب فیه یصمّم بسرعة، وهذا یشکّل خطراً کبیراً على الشباب فی مجال انتخاب شریک الحیاة، فعلیهم أن یشاوروا فی ذلک ویدققوا ویدرسوا المسألة من جمیع جوانبها ولا یعجلوا فی الإنتخاب.

وعلى أی حال فهذه مسائل مهمة ینبغی مراعاتها فی مجتمعنا، وإلا فإن نسبة الطلاق سوف تزید، ولا ینبغی أن تزید نسبة الطلاق فی الجمهوریة الإسلامیة، ویقول أهل الإحصاء أن نسبة الطلاق قد زادت فی السنوات الأخیرة، لماذا؟

لذلک عوامل کثیرة منها ما ذکرته لکم من الإنتخاب العجول ومن دون مشورة ودراسة. وهناک أیضاً عوامل أخرى.

وصلى الله على سیدنا محمدٍ وآله الطاهرین

 

Peinevesht:
  
    
TarikheEnteshar: « 1279/01/01 »
CommentList
*TextComment
*PaymentSecurityCode http://makarem.ir
CountBazdid : 2191