8-تعریفه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 

8-تعریفه

بسم الله الرحمن الرحیم

وبه نستعین وصلى الله على سیدنا محمد وعلى اله الطاهرین، لا سیما بقیة الله المنتظر ارواحنا فداه ولا حول ولا قوة الا بالله العلی العظیم.

خلاصة الدرس السابق

کان البحث یدور حول معنى کلمة النکاح، وأنه العقد أو الوطی، أو مشترک بینهما، أو مجاز فیهما، واذا ما کان مجازاً فیهما فما هو معناه الحقیقی اذاً؟

وقد انتهینا الى ان هذه الکلمة قد وردت ثلاث وعشرین مرة فی القرآن الکریم وأنها فی جمیع الموارد کانت بمعنى العقد، وإن کان هناک من استثناء فهو فی مورد واحد فقط. وقد ذکرنا ان هذا الاطراد والشیوع فی الاستعمال یسبب أن یصدّق الانسان بأن المعنى الحقیقی للنکاح هو العقد.

معنى النکاح فی الروایات

وهناک روایات کثیرة تشتمل على کلمة النکاح بمشتقاتها المختلفة، وفی أغلبها کانت هذه الکلمة بمعنى العقد، إلا فی بعض الموارد النادرة والشاذة حیث کانت بمعنى الوطی.

ونحن إن اردنا أن نستعرض هذه الروایات فإن البحث سیطول جداً، ولا ضرورة أیضاً لذلک، ولذا أکتفی ببیان فهرس لبعض هذه الروایات لکی تطالعوها، وقد نظمت لکم عشرة أبواب من أبواب النکاح فی هذا المجال:

1 ـ الباب الاول من أبواب مقدمات النکاح الحدیث 10، وقد ورد فیه قوله(ص): (ما من شئ أحب الى الله عز وجل من بیت یعمر فی الاسلام بالنکاح) والنکاح هنا بمعنى التزویج والعقد.

2 ـ الباب 48 من أبواب مقدمات النکاح الحدیثین الاول والثالث حیث قد وردت فیهما العبارة التالیة (ومن سنتی النکاح) والنکاح هنا بمعنى العقد.

3 ـ الباب 139 من أبواب مقدمات النکاح الحدیث الاول وفیه: أنه جاء رجل الى النبی (ص) فقال: یا رسول الله، لیس عندی طول فأنکح النساء… . أی لست مستطیعاً ولا أملک المال لکی اتزوج، فالمقصود بالنکاح هنا هو العقد، حیث انه هو الذی یحتاج الى مال ومصاریف ومهر.

4 ـ الباب 157 من أبواب مقدمات النکاح الحدیثین الثانی والثالث، حیث قد ورد الحثّ فیهما على الاحتیاط فی أمر النکاح وأنه أمر حسن، وهذا الاحتیاط یتصور فی العقد، حیث أنه قد یکون مورد العقد مشکوکاًن بأن یشک مثلاً بأن هذه المرأة أخت رضاعیة أو ام رضاعیة، ومقتضى الاحتیاط هو إجتناب العقد علیها.

5 ـ الباب الثانی من أبواب عقد النکاح الاحادیث 2 ـ 4 ـ 6، حیث قد ورد فیها التعبیر التالی (لا یصلح نکاح إلا بمهر)، ومن الواضح أن المقصود بالنکاح هنا هو العقد، حیث انه هو الذی یکون فیه المهر.

6 ـ الباب الرابع من أبواب عقد النکاح الحدیث الاول، وفیه قوله (ع): (لا ینقض النکاح إلا الاب) فالاب هو الوحید الذی یمکنه أن ینقض النکاح والزواج أی العقد، وإلا نقض الوطی لا معنى له. اذاً اذن الاب شرط فی العقد، وسوف نصل الى انه واجب أو مستحب أو غیرهما.

7 ـ الباب السادس من أبواب عقد النکاح الحدیث الخامس حیث یقول (ع): (لا تنکح ذوات الآباء من الابکار إلا بإذن آبائهن) أی أن البکر لا تعقد ولا تتزوج إلا بإذن أبیها، فمادة "نکح" یقصد بها هنا العقد. وإذن الاب فی زواج الابکار من المسائل المهمة التی لا ینبغی التساهل فیها، إذ لو لم یراعى اذن الآباء فإنه یلزم هرج ومرج شدیدین فی المجتمع، بحیث أن أیاً من البیوت لن تسلم حینئذ.

8 ـ الباب التاسع من أبواب عقد النکاح، وفیه روایات متعددة تدل على اعتبار إذن الاب فی النکاح، والمقصود بالنکاح فیها هو العقد.

9 ـ الباب 27 من أبواب عقد النکاح، وفیه روایتان تدلان على بطلان نکاح الشغار، والمقصود به بطلان العقد الذی یکون بهذا الشکل، بحیث یکون نکاح کل من المرأتین مهراً لنکاح الاخرى. وهذه الطریقة من الزواج کانت متعارفة لدى القبائل العربیة، فقد کان الرجل یقول لصاحبه زوجنی ابنتک أو أختک فأزوجک ابنتی أو اختی، بحیث یکون مهر کل منهما هو الزواج من الاخرى.

10 ـ الباب الاول من أبواب ما یحرم بالمصاهرة ونحوها، وفیه روایات عدیدة تدل على حرمة نکاح نساء النبی، بمعنى أنه یحرم على المسلمین العقد علیهن. وروایات أخرى تدل على حرمة زوجة الاب أی العقد علیها.

وکما تلاحظون فهذه عشرة أبواب من الروایات وردت فیها کلمة النکاح بکثرة وفی جمیعها کانت بمعنى عقد الزواج، طبعاً هناک أبواب أخرى غیر هذه الابواب العشرة.

وأیضاً وردت هذه الکلمة فی أبواب کتاب الطلاق من الوسائل ـ الجزء 15 ـ بکثرة وفی جمیعها أیضاً کانت بمعنى العقد، کما فی قوله (فسخ النکاح) فی صورة وجود عیب من العیوب، حیث انه من الواضح ان العقد هو الذی ینفسخ لا الوطی.

وهناک أیضاً أبواب اخرى یمکنکم أن تراجعوها حیث تجدون أن کلمة النکاح فیها هی بمعنى العقد لا الوطی.

الى هنا نکون قد عرفنا ان کلمة النکاح کما انها غالباً أو دائماً فی القرآن الکریم کانت بمعنى العقد هی فی الروایات أیضاً کذلک، إلا انه فی الروایات هناک بعض الموارد کانت فیها هذه الکلمة بمعنى الوطی قطعاً لا العقد، وهذه لیست محلاً للبحث، وهی موارد شاذة ونادرة من جملتها ما هو موجود فی أبواب ما یمسک عنه الصائم من الوسائل، الباب 43 الحدیثان الرابع والخامس. والکلام فیهما حول الحکم الذی کان مشرّعاً على المسلمین فی أول الامر من أنه لما فرض الله سبحانه الصیام فرض ان لا ینکح الرجل أهله فی شهر رمضان لا باللیل ولا بالنهار، وکان الرجل إذا نام فی أول اللیل قبل أن یفطر حرم علیه الاکل بعد النوم أفطر أو لم یفطر. وقد کان هذا الحکم شاقاً على المسلمین خاصة الشبان منهم الذین هم حدیثو عهد بالزواج فنزلت الآیة ونسخت هذا الحکم وأجازت للمسلمین الاکل والشرب والنکاح الى طلوع الفجر، والنکاح فی هاتین الروایتین هو بمعنى الوطی حتماً لا العقد لأنه هو الذی کان ممنوعاً عن المسلمین. والآیة التی نزلت عبرت بدل النکاح بالرفث (أحلّ لکم لیلة الصیام الرفث الى نسائکم) البقرة 187، إلا انه فی الروایات عبّر بالنکاح، ففی الروایة رقم 4 من الباب 43 من ابواب ما یمسک عنه الصائم عن أمیر المؤمنین (ع) انه قال: (إن الله لما فرض الصیام فرض أن لا ینکح الرجل أهله) والنکاح هنا بمعنى الوطی. ثم فی ذیل الروایة یقول (ع): (وکان من المسلمین شبان ینکحون نساءهم باللیل سراً لقلة صبرهم… فأنزل الله {احل لکم لیلة الصیام الرفث الى نسائکم… علم الله أنکم کنتم تختانون أنفسکم فتاب علیکم}.

وأیضاً فی الروایة رقم 5 یقول الصادق (ع): (فأحل الله النکاح باللیل فی شهر رمضان، والاکل بعد النوم الى طلوع الفجر) وهذا الحکم کان من لطف الله على عباده حیث کان محرماً علیهم تناول الطعام فی السحر فأحله لهم. ومن المسلّم به أن کلمة النکاح هنا هی بمعنى الوطی.

وأیضاً هذه الکلمة موجودة فی الابواب التی تتحدث عن أحکام الانحرافات الجنسیة بصیغة (المنکوح)، وأیضاً هی بمعنى الوطی.

إلا أن الاستعمال الشائع لها هو بمعنى العقد.

نتیجة البحث

والنتیجة هی انه یطرد استعمال کلمة النکاح بمعنى عقد الزواج، والاطراج دلیل على الحقیقة عندنا، وهذا ما بحثناه مفصلاً فی کتاب أنوار الاصول.

إن قلت: أنتم جعلتم الاطراد دلیلاً على الحقیقة فی موردنا مع أنه فی کل الامثلة التی ذکرتموها کانت کلمة النکاح توأماً مع القرینة الدالة على المراد منها، فهناک قرینة "المهر" و"إذن الاب" وغیرها من القرائن التی تدل على أن المقصود من النکاح فی هذه الجملة مثلاً هو العقد لا الوطی، وقرائن أخرى بالعکس. ونحن لا نرضى أن تکون موارد الاستعمال الکثیرة المقرونة بالقرینة دلیلاً على الحقیقة ومن علاماتها.

قلنا: ان مبنانا هو کون الاطراد دلیلاً على الحقیقة ولو أنه کان توأماً مع القرینة، لماذا؟ لأن الوضع على قسمین حسب ما تعلمون، وضع تخصیصی ووضع تخصّصی، فتارة یأتون ویضعون کلمة لمعنى معین کما فی (سمّیت ولدی أحمداً) مثلاً، وهذا وضع تخصیصی، واخرى یکون الوضع تخصصیاً تعیّنیاً وهو الذی یصبح فیه المعنى حقیقیاً للفظ جرّاء کثرة الاستعمال، ولأجل معرفة انه کیف یصبح کذلک لابد لنا من الرجوع الى حقیقة الوضع.

والوضع هو نوع ایجاد علقة بین اللفظ والمعنى فی عالم الاعتبار بحیث أن الانسان عندما یسمع اللفظ ینتقل ذهنه مباشرة الى المعنى وفی بعض الاوقات عندما یفکر فی المعنى یخطر فی ذهنه اللفظ. والبعض عبّر عن هذه العلقة بالأنس، فهناک علقة وأنس بین اللفظ والمعنى. وهذه العلاقة وهذا الانس فی الذهن لا فی الخارج إذ فی الخارج لا یوجد أی ارتباط بین اللفظ والمعنى.

والبعض قال بأن الوضع هو نوع تعهد، أی هو عبارة عن تعهد الشخص بإرادته للمعنى الفلانی حیث استعماله للفظ الفلانی. الى غیر ذلک من مبان ذکرت فی حقیقة الوضع تعرض لها فی أول الکفایة وتذکر أیضاً فی بحوث الخارج. وأیّ ما کانت حقیقة الوضع فإنه نوع علاقة تارة تنشأ عن الوضع التعیینی کما فی (جعلت هذا الاسم لهذا المولود) وأخرى تنشأ عن الوضع التخصصی التعینی.

فهل ان استعمال لفظ فی معنى مائة مرة مع قرینة لا یوجب حصول العلقة المذکورة؟ یوجبها بلا اشکال.

ومثاله طریقة الشارع المقدس عندما أراد أن ینقل الصلاة من معناها الحقیقی الخاص الذی هو الدعاء الى حقیقة شرعیة عبارة عن الارکان والاجزاء المخصوصة، حیث أنه مرة یقول (أذّنوا للصلاة) والاذان هنا قرینة على إرادة الارکان المخصوصة من الصلاة لا الدعاء، وأخرى یقول: (قوموا للصلاة مستقبلی القبلة) أو (توضؤوا للصلاة) أو (اجتمعوا لصلاة الجماعة)، وفی کل هذه الموارد تستعمل کلمة (الصلاة) ویراد منها المعنى المخصوص، ومع تکرار هذا الاستعمال لأیام أو لأشهر تحصل تلک العلقة الخاصة بین لفظ الصلاة وبین الارکان والاجزاء المخصوصة، بحیث انه لو قیل فی یوم بلا قرینة (ایها المسلمون الصلاة الصلاة) فإن الذهن ینتقل مباشرة الى الارکان المخصوصة، وما ذلک إلا لحصول العلقة والانس الذهنی بین هذا اللفظ وهذا المعنى المخصوص الناشئة عن کثرة الاستعمال فیه مع القرینة لا محالة.

والنکاح أیضاً من هذا القبیل، حیث انه فی أغلب الموارد استعملت کلمة (النکاح) وارید منها العقد وقلیلاً ما ارید منها الوطی، وقد بیّنت لکم موارد ذلک من القرآن والروایات، وهذا یسبب حصول انس ذهنی بین کلمة (النکاح) وبین عقد الزواج، بحیث انه إذا استعملت فی مورد بلا قرینة فإن الذهن ینتقل مباشرة الى العقد.

سؤال: معنى هذا البیان الذی تقولونه هو أن للنکاح حقیقة شرعیة مثل الصلاة، مع أن صاحب الجواهر (قده) فی أول المجلد 29 من الجواهر ضمن البحث عن معنى النکاح وأنه العقد او الوطی یشن هجوماً قاسیاً على من یقول بذلک ویقول بأن ذلک من الواضحات، فهل أنتم تقولون بأن للنکاح حقیقة شرعیة؟

الجواب: إن لذلک حالتین، فإنه إذا قیل بأن النکاح لغة هو الوطی کما لعله علیه أکثر أهل اللغة فإننا حینئذ نقول بأنه حقیقة شرعیة فی العقد، ولا نخاف من هجوم صاحب الجواهر علیه الرحمة والرضوان، حیث ان معنى النکاح شرعاً هو العقد کما اتضح، والحقیقة الشرعیة لیست شیئاً غیر ذلک.

وأما إن کان النکاح لغة مشترکاً بین الوطی والعقد فإننا حینئذ لا نقول بأنه حقیقة شرعیة فی العقد منتهاه انه ینصرف الیه.

فنحن اذاً إما نقول بأنه حقیقة شرعیة فی العقد وإما انه ینصرف الیه. الى هنا ینتهی هذا البحث، وأعنون لکم بحث غد لتطالعوه إن شاء الله. نحن غداً نبحث بشکل مختصر فی النکتة الخامسة حول کلام لصاحب الجواهر (ره) فی الصفحة 133 من المجلد 29 من الجواهر حیث قال: عن النکاح فیه شوب من العبادات المتلقاة من الشارع. وهذا شئ عجیب لابد لنا من تفسیره حیث انه (قده) لا یوضح مراده من هذا الکلام.

وصلى الله على سیدنا محمد وآله الطاهرین.

 

 

Peinevesht:
  
    
TarikheEnteshar: « 1279/01/01 »
CommentList
*TextComment
*PaymentSecurityCode http://makarem.ir
CountBazdid : 1855