2-حکمه التکلیفی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 

2-حکمه التکلیفی

بسم الله الرحمن الرحیم

الأمر الأول: استحباب النکاح

أول مبحث تعرضنا له فی کتاب النکاح هو مسألة استحباب النکاح، وقد ذکرنا مقدمة هذا البحث بالأمس وبقی عدة مطالب لابد من توضیحها بشکل کاف.

أدلة استحباب النکاح

بأی دلیل یقال باستحباب النکاح؟ عادة کبار الفقهاء یستدلون بأدلة ثلاثة، کتاب الله، السنة الشریفة، الاجماع. ولکننا نضیف الیها دلیل العقل.

أ : کتاب الله.

وأما الکتاب الکریم فمن أوضح آیاته الآیة 32 من سورة النور: (وانکحوا الأیامى منکم والصالحین من عبادکم وامائکم ان یکونوا فقراء یغنهم الله من فضله والله واسع علیم).

واذا لاحظنا شقوق هذه الآیة نرى فیها عدة تأکیدات مهمة:

الأول: انها لا تقول (وانکَحوا) بالفتح بل (أنکِحوا)، یعنی تأمر بتهیئة الوسائل لانکاح من من لم یتزوج من الأیامى والعزاب، فأنکحوا من باب الافعال لا انه ثلاثی مجرد، والمخاطب فی الآیة عموم الناس، یعنی هی تأمر عموم المسلمین بلزوم تهیئة الوسائل والمساعدة على تزویج العزاب، وهذا یدل على ان هذه وظیفة اجتماعیة لا فردیة.

وهذا النوع من التعبیر ـ أی بدل أن یؤمر بأصل المطلب یتوجه الأمر الى الاخرین بلزوم تهیئة مقدمات النکاح ـ اما لا وجود له أصلاً فی الفقه واما انه قلیل جداً، فبناءً على ذلک هذا بنفسه یکون تأکیداً على هذا الأمر.

الثانی: ان هذا التأکید فی الآیة لم یختص بالرجال والنساء الأحرار بل شمل ایضاً العبید والاماء حیث یقول سبحانه {وانکحوا الأیامى منکم والصالحین من عبادکم وامائکم)(النور: 32)، وهذا یدل على أهمیة هذا الأمر بحیث أنه حتى العبید لا یستثنون منه.

الثالث: ان الآیة تقول انه لا تشکلوا مانعاً أمام هذا الأمر فانهم ان کانوا فقراء فلا تخافوا من الفقر فان الله سبحانه وعد باغنائهم وسد حاجاتهم (یغنهم الله من فضله). ونحن نعلم ان أهم العوائق امام الزواج هی مسألة الفقر ولذا فان الآیة الشریفة تأمر اولاً الناس بالمساعدة على حصول هذا الأمر وثانیاً تقول انهم ان کانوا فقراء ولم تحصل المساعدة الکافیة لهم فلا تخافوا لأن الله سبحانه وعد بإغنائهم (یغنهم الله من فضله).

فهذه الآیة فیها تأکیدات کثیرة على مسألة النکاح، والأمر ظاهره الوجوب ولکن من قرینة خارجیة نعلم ان هذا الأمر لیس واجباً بل مستحب.

فمن الآیات هذه الآیة تکفی للدلالة على المطلوب ولو ان هناک آیات أخر تفید فی هذا المجال.

ب : الروایات

هناک روایات کثیرة وصلت الى ایدینا تدل على ما نحن فیه، بعضها قرأناها والبعض الآخر نقرأه فیما بعد ان شاء الله، ولذا نکتفی بذکر روایة واحدة فی المقام والباقی نعطی عنوانه فی الوسائل، والروایة هی ما ورد فی الوسائل المجلد 14 ـ باب 12 من ابواب مقدمات النکاح ـ الحدیث 3 عن موسى بن جعفر(ع): (ثلاثة یستظلون بظل عرش الله یوم القیامة یوم لا ظل الى ظله) أی یوم لا ظل الا ظل الله سبحانه ویحتمل عود الضمیر الى العرش وعلى ایهما لا یفرق المعنى (رجل زوج أخاه المسلم أو اخدمه) و"أخدمه" یحتمل فیه معنیان، الأول: أن یخدم اخاه المسلم، الثانی: ان یؤمّن له خادماً، بأن کان شخصاً ضعیفاً محتاجاً الى خادم.

(أو کتم له سراً).

وأما عناوین الأبواب التی یمکنکم فیها ان تجدوا الکثیر من الاحادیث الدالة على استحباب النکاح فهی:

1ـ الباب الأول من ابواب مقدمات النکاح تحت عنوان (استحباب النکاح) وفیه 15 حدیثاً.

2ـ الباب الثانی من ابواب مقدمات النکاح تحت عنوان (کراهة العزوبة) وفیه 9 أحادیث.

3ـ الباب العاشر من ابواب مقدمات النکاح تحت عنوان (کراهة ترک التزویج مخافة العیلة)، وفیه اربعة احادیث.

4ـ الباب الحادی عشر تحت عنوان (استحباب التزویج ولو عند الاحتیاج والفقر)، وفیه خمسة احادیث.

5ـ الباب الثانی عشر تحت عنوان (استحباب السعی فی التزویج والشفاعة فیه) وفیه ستة احادیث.

ففی هذه الابواب الخمسة یوجد احادیث کثیرة یمکن ان یستفاد منها استحباب النکاح اما بالمطابقة أو بالالتزام أو بالتضمن، ومجموعها یصل الى حد التواتر تقریباً.

سؤال: هل هناک امر بالنکاح؟

الجواب: نحن قلنا انه بالدلالة الالتزامیة ومن باب الأولویة یستفاد استحباب النکاح، فعندما نقول للناس: اذهبوا وابنوا مدرسة یفهم من ذلک ان تحصیل العلم امر مهم حتى أُمر بتهیئة مقدماته. وفی باب النکاح أمر الناس بالمساعدة علیه فهو یدل بأوفى البیان وبقیاس الأولویة على استحباب نفس النکاح.

اذاً عندنا الآیة، والروایات اما متظافرة أو متواترة.

ج : الاجماع

ادعیَّ فی المقام الاجماع المحصل والمنقول، وقد نقلنا الاجماع بالامس، وواقعاً المسألة اجماعیة، بل بالامس قلنا انه لا یبعد کون المسالة من ضروریات الدین بحیث ان أی مسلم ولو کان من عوام الناس یعلم بأن الزواج فی نظر الاسلام امر جید ومطلوب ومرغوب.

د : العقل

ذکرنا بالامس ان الفقهاء لم یتمسکوا بدلیل العقل فی المقام، مع انه یمکن ان یستدل به فی هذه المسألة، لانه یوجد فی النکاح مصالح کثیرة یدرکها العقل، وایضاً یوجد مفاسد کثیرة فی ترکه، والعقل حینما یلاحظ هذه المصالح الکثیرة والمفاسد الکثیرة التی تترتب على ترکه یستقل حینئذ باستحباب النکاح ورجحانه، وکل ما حکم به العقل حکم به الشرع.

اذاً فی الأمر الأول اثبتنا استحباب النکاح بالأدلة الأربعة، ولم نعتمد التطویل فی المسالة لانها من الواضحات.

الأمر الثانی: فلسفة استحباب النکاح

وأما المطلب الثانی من الأمور الخمسة التی اشرنا الیها فهو فلسفة استحباب النکاح ومصالحه الفردیة والاجتماعیة التی تستفاد من النصوص الشرعیة آیات وأحادیث مما تحلله عقولنا. ونحن فی هذا المجال سنذکر خمس نکات.

النکتة الأولى: حفظ النسل البشری

لاشک ان الطریق الصحیح لحفظ النسل البشری هو النکاح، وکما نعلم فان حفظ النسل البشری هو امر مطلوب شرعاً وایضاً مطلوب عند جمیع العقلاء، فالنسل البشری یجب ان لا ینقرض بحکم الشرع والعقلاء، وینبغی العمل لأجل حفظه، بل قالوا انه ینبغی السعی لأجل المنع عن انقراض انواع الحیوانات المختلفة حتى المفترسة منها، وذلک لأن الله سبحانه انما خلقها لمصالح لا عبثاً، وکذا یقال بالنسبة للنباتات، فما بالکم بالنسل البشری، وافضل طریق لأجل حفظ هذا النسل هو الزواج، ونحن لم نقتنع بما حکمت به اذهاننا بل استشهدنا بالروایات، وهناک حدیث مشهور یقول (تناکحوا، تناسلوا، فأنی أباهی بکم الأمم ولو بالسقط).

ونحن استفدنا من الکمبیوتر فوجدنا انه فی البحار لا یوجد (تناکحوا تناسلوا فانی أباهی بکم الامم) ولکن بحسب الظاهر یوجد هذه الجملة (تناکحوا تکثروا... فانی أباهی بکم الامم) ـ البحار ـ المجلد 17 ـ صفحة 259.

وفی الوسائل الباب 17 من ابواب مقدمات النکاح یوجد تعبیر قریب الأفق من التعبیر السابق.

وفی الباب الأول من ابواب مقدمات النکاح فی الوسائل الحدیث 2 یوجد عبارة ایضاً شبیهة بما تقدم لکنها لیست نفس ذاک الحدیث حیث ان الموجود هو ان رسول الله (ص) قال: (تزوجوا فانی مکاثر بکم الامم غداً فی القیامة) فالمضمون هو تقریباً نفس مضمون قوله (تناکحوا تناسلوا)، ثم یقول (ص) فی ذیل الحدیث بما معناه (حتى ان السقط بأمر من الله یکبر ویبقى واقفاً على باب الجنة منتظراً لوالدیه).

والمکان الوحید الذی وجدنا فیه عبارة (تناکحوا تناسلوا) هو مستدرک الوسائل المجلد 14 صفحة 153.

وعلى أی حال فانه یستفاد من الروایات ان فلسفة النکاح هی التناسل والتکاثر وزیادة النسل البشری والمنع عن انقراضه، بل انه إذا خیف من انقراض النسل البشری لوقوع حوادث طبیعیة عظیمة مثلاً أودت بحیاة الکثیرین فان الزواج یکون واجباً حینئذٍ، فان کان مستحباً الآن ففی تلک الموارد یصیر واجباً. حتى انه قد یکون واجباً فیما لو کانت کثرة الکفار على المسلمین توجب ضرراً على الاسلام، وکذلک قد یقال بالوجوب فیما لو کان تحدید النسل یضر بالمذهب الامامی، فشعار تحدید النسل قد یکون جیداً فی بعض الموارد الا انه قد یصبح محرماً فیما لو ادى الى ضرر على الاسلام أو التشیع، بل حینئذ کما قلنا قد یکون الزواج واجباً، ونحن لا نرضى فی الدولة الاسلامیة ان یتحول التوازن السکانی لصالح غیر الشیعة وفی ضرر الشیعة.

فیعلم ان احدى فلسفات النکاح هی التناسل والتکاثر، وقد یکون فی بعض الموارد واجباً.

اشکال:

ان قلت: نحن نرى ان اغلب العقلاء فی عصرنا وخبراء المسلمین یقولون بأن تحدید النسل والحد من عدد السکان فی زماننا أمر واجب ولازم، والا فان عدم مراعاة هذا الامر یسبب زیادة الفقر والجهل والأمراض والتبعیة للخارج، فاذا لم نحد من عدد سکاننا ونصل بهم الى عدد معقول فاننا سوف لن نستطیع تأمین المدارس لهم، إذا یبقون جهلاء، ولن نستطیع تأمین العلاج أو المستشفیات لهم، اذاً یزداد المرض بینهم، وکذا لن نستطیع تأمین الغذاء أو الحاجات الاقتصادیة الأخرى لهم فیزداد الفقر. ففی عصرنا الکثیر من العقلاء وخبراء الدنیا واهل الاطلاع من المسلمین وغیر المسلمین یعتقدون بلزوم الحد من عدد السکان، ولا تظنوا ان هذا فخ ینصبوه لنا لأنهم هم انفسهم قد عملوا بهذا الرأی، ففی أوروبا غالباً ما یکون عدد السکان ثابتاً بل فی بعض الأوقات قد یأخذ سیراً نزولیاً.

ونحن قلنا ان احدى فلسفات النکاح هی التکاثر وزیادة اعداد الجنس البشری، والمقصود بـ (ان قلت) فی المقام هو ان هذه الفلسفة للنکاح غیر متحققة فی عصرنا، لأننا فعلاً غیر محتاجین الى زیادة عدد السکان، حیئنذ کیف ینسجم هذا مع قول النبی (ص) أنه سیباهی بنا الأمم حتى بالسقط؟

الجواب

یمکننا ان نجیب هنا بعدة اسطر جواباً اجمالیاً واما تفصیل الجواب فیمکن ان یأخذ منا یومین کاملین... ونصل الیه ان شاء الله، وأما الجواب الاجمالی فهو ان ما قلناه من استحباب النکاح وزیادة النسل وحفظه وان النبی (ص) یباهی حتى بسقط المسلمین جمیع هذا کان اصلاً وقانوناً، وکل قانون له استثناءات، ففی بعض الظروف قد نضطر الى ان نستثنی اموراً من هذا القانون، ومسألة تحدید النسل عبارة عن استثناء لأجل بعض الشرائط الخاصة، ووجود الاستثناء ابداً لا ینافی الکبرى الکلیة. فنحن نقول : الغیبة حرام، وهذا اصل، ولکن فی بعض الموارد قد تصبح الغیبة واجبة بعنوان النهی عن المنکر مثلاً أو فی اجابة استشارة الشخص المستشیر، أو لأجل محاربة البدع، فوجوب أو جواز أو استحباب الغیبة لا ینافی ابداً حرمتها کأصل ولکن له مستثنیات.

والکذب کذلک حرام من حیث الاصل الا انه لاجل اصلاح ذات البین مثلاً أو غیر ذلک من المصالح والعلل لا أنه فقط قد ترتفع حرمته بل قد یکون واجباً. والنتیجة هی ان ما هو الموجود فی عصرنا هو من خصائص هذا العصر، وقد نصل الى زمان نقول بعکس مسالة تحدید النسل بل قد نعطی جائزة لمن ینجب أکثر ونشجعه.

وعلى هذا فهذا استثناء والاستثناء لا ینافی القاعدة الکلیة، وهذا الاستثناء له حدود وقیود وشرائط ستأتی الاشارة الیها مفصلاً ان شاء الله. اذاً هذه هی النکتة الأولى فی استحباب النکاح.

النکتة الثانیة: النکاح سبب لحفظ التقوى

فی هذه النکتة لا علاقة لنا بحفظ النسل البشری، بل نقول ان النکاح سبب لحفظ التقوى والعفاف والاجتناب عن کثیر من الکبائر، مثل الزنا واللواط والسحاق والاستمناء، وغیرها من الأمور الجانبیة فکثیر من الکبائر یمکن ان یرتکبها الانسان لو لم یتزوج، فقلیل جداً من الناس لو ترکوا الزواج کل عمرهم لا یبتلون بارتکاب محرم، ومن هو الاوحدی من الناس الذی یترک النکاح کل عمره ولا ینظر ولو نظرة واحدة الى امرأة غیر ذات محرم، أو یترک النظر الى الشابة الجمیلة، انه لفرد نادر جداً. وعلى هذا لاجل حفظ العفاف والمحافظة على التقوى والاجتناب عن الکبائر لابد من الزواج، وهذه النکتة لم نخترعها نحن بل لها شاهد من الاحادیث مثل:

1ـ الحدیث 11 من الباب الأول من ابواب مقدمات النکاح، عن ابی عبد الله (ع) قال: (قال رسول الله (ص): من تزوج احرز نصف دینه).

2ـ الحدیث 12 من نفس الباب عبارة عن ذیل نقله الکلینی (ره) مفاده: (فلیتق الله فی النصف الآخر).

3ـ الحدیث 13 من نفس الباب ما نقله الصدوق (ره): (فلیتق الله فی النصف الباقی).

وسواء کان النصف الآخر أو النصف الباقی أو لم یکن هذا الذیل اصلاً کما فی بعض الاحادیث فان المقصود هو ان من یتزوج فانه یحفظ نصف دینه.

ومن الممکن ان یکون وجه التعبیر بالنصف لأجل ان قوة وقدرة غریزة الانسان الجنسیة تعادل تمام میوله ورغباته وغرائزه الاخرى فاذا ما تزوج واشبع هذه الغریزة بشکل مشروع فانه یکون قد حفظ نفسه عن نصف الذنوب وبهذا ینحفظ نصف دینه.

النکتة الثالثة: النکاح سبب لسلامة جسم الانسان وروحه

ان جسم الانسان وروحه یسلمان بواسطة الزواج، وبتعبیر آخر الاشخاص الذین یترکون النکاح یبتلون بأمراض نفسیة وجسمیة مختلفة ودلیل هذا الأمر واضح، اذ ان الله سبحانه خلق طبیعة الانسان بشکل لابد لها فیه من الزواج، واذا انحرفنا عن سیر هذه الطبیعة لیس هنا فقط بل فی کل مورد ینحرف فیه الانسان عن المسیر الصحیح الذی تقتضیه الطبیعة فان ذلک یوجب اموراً عکسیة لدیه.

فکل غریزة یتم کبتها فانها تسبب مضاعفات للانسان اما جسمانیة أو روحیة... وای غریزة اقوى من الغریزة الجنسیة، فنأتی الى هذه الغریزة ونکبتها، ان هذا شیء غیر صحیح.

واحدى اشکالاتنا على المسیحیة هی انهم یقولون بلزوم ان یترک ((البابا)) وجمیع القسیسین الزواج، فالکاثولیک یعتبرون الزواج محرماً بالنسبة لهؤلاء بخلاف البروتستانت، وینقل انه بسبب ترک الزواج هذا تقع فجائع عجیبة بین الرهبان والراهبات فی تلک الادیرة التی یعیش فیها التارکون للدنیا، ومنشأ هذه الامور هو ترک الزواج.

وصلّى الله على سیدنا محمد وآله الطاهرین.

Peinevesht:
  
    
TarikheEnteshar: « 1279/01/01 »
CommentList
*TextComment
*PaymentSecurityCode http://makarem.ir
CountBazdid : 2036