1-حکمه التکلیفی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 

1-حکمه التکلیفی

بسم الله الرحمن الرحیم

رمز التوفیق وأصوله الثلاثة

نشکر الله سبحانه وتعالى أن وفقنا مرة اخرى وفی سنة جدیدة للبدء بدروس الحوزة العلمیة فی قم المقدسة، وفی بدایة هذا العام التحصیلی الجدید اسأل الله سبحانه من کل قلبی أن یوفقنا جمیعاً لتحصیل العلم والعمل به ونشره بین عباده.

وأنتم أیها الاعزاء اجدد وصیتی لکم بالأصول الثلاثة التی هی رمز التوفیق والتقدم، وهی عبارة عن: النظم ـ الهمة والنشاط ـ الاخلاص. اسعوا على ان تکون برامجکم منظمة، فی اللیل وفی النهار، نظموا دروسکم ومطالعاتکم ومباحثاتکم وکتاباتکم وتدریسکم وعباداتکم، فتنظیم البرنامج یضاعف لمرات برکة وقت الانسان، فی الوقت الذی عطاء الوقت وبرکته تقلان جداً مع عدم التنظیم.

کما ینبغی ان تکون الهمة عالیة وجدیة من اول یوم تشرع فیه الدروس، فینبغی الحضور فی اول وقت الدرس وأول وقت المباحثة وأول وقت المطالعة، وأن نملک الهمة والنشاط والسعی الدؤوب وعدم الاحساس بالتعب والملل، خصوصاً مع الالتفات الى ان نسبة ایام الدرس الى ایام التعطیل هی الثلث تقریباً، اذاً یجب ان نواصل السعی لانجاز اعمالنا وان تکون برامجنا منظمة.

والأصل الثالث هو الاخلاص، کلما زاد خلوص النیة زاد النمو والرشد،کما فی الحدیث المعروف ـ ظاهراً ـ عن النبی محمد (ص): (ماکان لله ینمو)، وکالشجرة الطیبة التی یتحدث عنها القرآن الکریم {أصلها ثابت وفرعها فی السماء تؤتی أکلها کل حین بإذن ربها} ـ سورة ابراهیم، الآیة 24 ـ 25 ـ یجب ان نخلص نیاتنا فندرس لأجل الله ونعمل لأجل الله ونبلغ لأجل الله ونتکلم لأجل الله ونکتب لأجل الله، فمع الاخلاص یتقدم العمل بسرعة.

تحدید مورد البحث

وبالنسبة للمبحث الذی اخترناه هذه السنة فان مقداراً غیر کثیر من بحث الدیات قد بقی من السنة الماضیة، وقلنا بأن السادة الکرام یمکن لهم ان یکملوه بالمطالعة، ولذا فقد انتخبنا مبحث النکاح وملحقاته، والذی هو مورد ابتلاء شدید وفیه مسائل مستحدثة کثیرة فی عصرنا لابد من حلها والاجابة عنها، والا فان مشاکل حیاة الناس سوف تزداد کثیراً، وایضاً کما فی السابق انتخبنا متن کتاب تحریر الوسیلة، وکما تعلمون فان تحریر الوسیلة هو فی الاصل کتاب وسیلة النجاة للمرحوم آیة الله السید ابو الحسن الاصفهانی، والذی کان فقیهاً عالی الذوق وحسن السلیقة ومحیطاً بالمسائل العلمیة، کما وأنه کان فی زمانه المرجع العام للشیعة فی العالم.

والامام الخمینی (قدس) لاحظ وسیلة النجاة فزاد علیها بعض المطالب وحذف منها مطالب اخرى وبعبارة أخرى أعاد صیاغة بعض مواردها وتنظیمها حتى صارت على ما هی علیه الآن وسماها بتحریر الوسیلة.

أما لماذا نحن انتخبنا تحریر الوسیلة ولم نعتمد الکتب القدیمة کالشرائع وامثالها على الرغم من کونها کتباً قیمة وجیدة فلأنها تحتوی على کثیر من المسائل التی لیست محلاً للابتلاء فی زماننا، وبالمقابل فان تحریر الوسیلة تلبی حاجاتنا الاساسیة وکما یقول اهل زماننا فهی کتاب عملی بخلاف بعض الکتب القدیمة حیث یستفاد منها فی عصرنا من ناحیة علمیة لا من ناحیة عملیة أو الاجابة على المسائل والحاجات.

التوصیة بمراجعة بعض الکتب المهمة

وأرى من اللازم الیوم ان أوصی حضرات السادة بأن لا یسنوا فی مطالعاتهم على الدرس اربعة کتب:

1ـ جواهر الکلام ـ المجلد 29، فلا تترکوا مباحثته. والعمل الفردی لا ینتج ولذا أوصیکم بالمباحثة، وتقدموا فی مباحثتکم على موضع الدرس، وأیضاً اطرحوا مطالب الدرس فی المباحثة ودققوا فی المسائل.

2ـ کتاب الحدائق ـ المجلد 23، حیث انه کتاب من حیث التتبع واسع جداً.

3ـ کتاب المسالک للشهید الثانی.

4ـ کتاب ریاض المسائل للمرحوم العلامة السید علی.

والکتابان الاخیران رغم اختصارهما هما من الکتب الدقیقة والملیئة بالنکات.

فعلى الاقل راجعوا هذه الکتب الاربعة، بالاضافة الى کتاب المستمسک للمرحوم السید الحیکم (قدس)، حیث أنه فی المجلد (12) من الکتاب المذکور یتعرض لمباحث کتاب النکاح، وقد کان (قدس) من الفقهاء اصحاب الذوق الرفیع.

ونحن إذا وجدنا أنه فی العروة الوثقى یتعرض لنکات غیر موجودة فی تحریر الوسیلة فسوف نذکرها ان شاء الله مضافاً الى نکات تحریر الوسیلة.

وبالنسبة للاحادیث فسوف نرجع الى کتابی وسائل الشیعة أو مستدرک الوسائل ان شاء الله.

فمطالعاتنا ان شاء الله سوف تکون جامعة وشاملة لنخرج کذلک بنتائج جامعة وشاملة.

مقدمة البحث

یوجد سلسلة من المسائل السهلة فی اول کتاب النکاح یتعرض فیها للمستحبات والمکروهات والآداب والسنن، وهذه المسائل لابد من أن نطویها بسرعة، وذلک کما فعل المرحوم السید الحکیم فی المستمسک حیث بدأ شرحه من المسألة (26) من العروة الوثقى، وأما المسائل الخمس والعشرین الأولى فقد اکتفى فیها بنقل نفس عبارة العروة، ومن الجید ان نفعل نحن نفس الشیء فنتعرض للمسائل الأولى دفعة واحدة.

والآن لنرى الامام الخمینی (قدس) فی مقدمة کتاب النکاح من تحریر الوسیلة ماذا یقول.

یقول (قدس): (کتاب النکاح، وهو من المستحبات الاکیدة، وما ورد فی الحث علیه والذم على ترکه مما لا یحصى کثرة) والاحادیث فی هذا المجال متواترة عند السنة والشیعة، واما الامام (قدس) فیذکر اربعة احادیث فیقول: (فعن مولانا الباقر (ع) قال: قال رسول الله (ص): ما بنی بناء فی الاسلام احب الى الله من التزویج).

ونتصور أن التعبیر بالبناء بمناسبة کون الزواج الحجر الاساس فی بناء النظام الاسری، والنظام الاسری والعائلی بدوره الحجر الاساس لنظام المجتمع البشری، فالمجتمع الانسانی وحدة کبیرة تتألف من وحدات صغیرة کل منها تشکلها عائلة وأسرة، وهذه العائلة تتشکل وحجرها الاساس هو الزواج. اذاً من الممکن ان یکون التعبیر بالبناء نشأ من هذه الجهة.

الحدیث الثانی: (وعن مولانا الصادق (ع): رکعتان یصلیهما المتزوج افضل من سبعین رکعة یصلیها اعزب).

ومن الممکن ان تکون النکتة فی هذا الحدیث هی ما سوف نشرحه لاحقاً ان شاء الله من ان الاعزب یبتلی ببعض الذنوب، والحدیث الشریف یقول: (من تزوج فقد احرز نصف دینه فلیتق الله فی النصف الآخر)، ولعل هذا لأجل کون غریزة الجنس عند الانسان تعادل بقیة غرائزه، فالغریزة الجنسیة فی جانب وبقیة الغرائز فی جانب آخر، ودور هذه الغریزة یعادل دور بقیة الغرائز، والذنوب التی تسببها هذه الغریزة تعادل الذنوب التی تسببها بقیة الغرائز، فالشخص الذی یحصن نفسه بالزواج یکون قد احرز نصف دینه. اذاً حینما یصلی المتزوج رکعتین فان ذهنه لایکون مشغولاً کثیراً بالذنوب، وهذا یسبب ان تکون صلاته افضل من صلاة الاعزب.

الحدیث الثالث: (وعنه یعنی الامام الصادق (ع) ـ قال: قال رسول الله (ص): رذال موتاکم العزاب).

وقد رأیت فی بعض الموارد (رذال) بالتشدید، ولکن الظاهر انها جمع رذل فتکون (رذال)، کما یقال: ثعب، ثعاب، وهی بمعنى حقیر.

الحدیث الرابع: (وفی خبر آخر عنه (ص): أکثر أهل النار العزاب).

الى هنا نقلنا اربعة احادیث ذکرها الامام الخمینی (قدس) فی تحریر الوسیلة وذکرنا بعض الشرح حولها.

ثم انه (قدس) فی ذیل کلامه له بعض الجمل القصیرة کغیره من الأعلام حیث یقول: (ولا ینبغی ان یمنعه الفقر والعیلة بعدما وعد الله عز وجل بالاغناء والسعة بقوله عز وجل {ان یکونوا فقراء یغنهم الله من فضله}) النور 32

وفی المجلد 14 من الوسائل یوجد بابان یتعرضان لهذه المسائل، حیث قد ورد الذم على من یفر من الزواج بسبب الفقر والحاجة وضیق ذات الید وعلى العکس یؤمر بالتعامل مع الزواج على انه من الأمور السهلة والعادیة، وسنذکر فی البحوث الآتیة ان شاء الله انه توجد روایة تقول (الرزق مع النساء) ودلیله واضح باعتبار ان الانسان عندما یکون یعیش وحیداً فانه لا یحمل الا مسؤولیة نفسه، فلا یهتم کثیراً بما یلبس أو ما یأکل أو أین ینام، اما حینما یتزوج فانه یشعر حینئذ بالمسؤولیة، ویخجل ان یقصر فی وظائفه کمعیل للأسرة، فیذهب الى أی مکان لأجل تأمین معاش عیاله، واحساس المسؤولیة هذا یعبئ فی الانسان تمام قواه لأجل العمل والکسب، ولذا کثیر من الناس لم یکن لدیهم شیء أول زواجهم ولکن فیما بعد شیئاً فشیئاً اصبحوا یملکون کل شیء تقریباً یحتاجونه فی حیاتهم، وهذا حصل فی ظل الاحساس بالمسوؤلیة الناتج عن الزواج، وکما یقول القرآن الکریم (ان یکونوا فقراء یغنهم الله من فضله والله واسع علیم). (النور 32) فهذه مسالة مسلمة من ناحیة نفسیة وثابتة ایضاً من الآیات والروایات.

وفی ذیل هذه الآیة ینقل (قدس) حدیثاً خامساً فیقول (فعن النبی (ص): من ترک التزویج مخافة العیلة فقد أساء الظن بالله عز وجل) فالله سبحانه فی الآیة الشریفة وعد بالرزق وهو قادر مطلق وحکیم مطلق فلابد أن یفی بوعده، اذاً لا دلیل على اساءة الظن هذه.

الاقوال فی مسألة استحباب النکاح

ومن جهة الاقوال فان استحباب النکاح من المسلمات، ویصرح بهذا الاستحباب تمام المسلمین من السنة والشیعة، ولذا یقال ان المسالة اجماعیة، بل ان البعض عد استحباب النکاح من ضروریات الدین، حیث ان أی شخص یعیش بین المسلمین یعرف أهتمامهم بمسألة النکاح وأنه أمر مطلوب عندهم من ناحیة دینیة.

وفی هذا المجال انقل لکم کلاماً للشهید الثانی فی المسالک، وکلاماً لصاحب الجواهر.

عندما یصل الشهید الثانی (قده) فی المجلد الأول من المسالک الى مسألة استحباب النکاح یقول: (الا جماعة شاذة)، یعنی هل هؤلاء یقولون بعدم استحبابه؟ لا، بل یقولون بوجوبه، فهم شاذون من هذه الناحیة (الا من شذ منهم حیث ذهب الى وجوبه). ونحن سوف نصل الى بعض الموارد التی سنبحث فیها عن الوجوب وان کانت طبیعة النکاح الأولیة هی الاستحباب، وموارد الوجوب هی موارد استثنائیة، والامام (قده) فی تحریر الوسیلة لم یشر الى هذه المسألة بحسب الظاهر، بینما فی العروة اشار لها.

واما فی الجواهر ففی المجلد 29 صفحة 8 یقول (النکاح مستحب لمن تاقت نفسه) أی اشتاقت (من الرجال والنساء)، وهذه نفس عبارة الشرائع التی شرحها فی الجواهر، وقد قید استحبابه بالاشتیاق ولکننا فیما بعد سنعرف انه لا یکون مقیداً به فمن لا یرغب کثیراً بالنکاح یستحب له ایضاً ان یتزوج (کتاباً وسنة مستفیضة أو متواترة) والواقع ان الاحادیث متواترة (واجماعاً بقسمیه) وهنا الشاهد، فهناک الکثیر فمن ادعى الاجماع وایضاً الماتن بنفسه حصله (من المسلمین فضلاً عن المؤمنین أو ضرورة من المذهب بل الدین)، فالمسألة اذاً أعلى من الاجماع حیث تصل لعلها الى حد الضرورة فی الدین.

وضروری الدین هو ذلک الشیء الذی یتضح لمن یأتی ویعیش مع المسلمین ولو لعدة أیام فیعرف مثلاً أنهم یهتمون جداً بمسألة النکاح.

وهنا اشیر الى فهرسة المسائل التی تقع تحت هذه المسألة ـ استحباب النکاح ـ فنشرحها دفعة واحدة بخلاف بعض المسائل الاخرى التی اذکرها لکم فی یوم سابق لکی تطالعوها.

وسوف نتعرض لشرح خمسة مطالب فی ذی الکلام الذی نقلناه عن الامام الخمینی(قده):

الأول: نذکر ثلاثة ادلة لاستحباب النکاح بل اربعة حیث نضیف دلیل العقل.

الثانی: فلسفة واسرار استحباب النکاح، ولن نأتی بشیء فی هذا المجال من عندنا بل سنعتمد على النکات الموجودة فی الروایات والآیات، حیث جمعناها فصارت اربع أو خمس نکات تبین فلسفة وأهمیة النکاح.

الثالث: ان النکاح بطبیعته مستحب ولکنه فی بعض الموارد قد یصیر واجباً، وفی موارد شاذة قد یکون مکروهاً أو محرماً أو مباحاً.

الرابع: تفسیر کلمة (النکاح).

الخامس: ان النکاح من حیث التقسیم الفقهی هل یکون جزء المعاملات بمعناها الاعم أو جزء العبادات.

وصلّى الله على سیدنا محمد وآله الطاهرین.

Peinevesht:
  
    
TarikheEnteshar: « 1279/01/01 »
CommentList
*TextComment
*PaymentSecurityCode http://makarem.ir
CountBazdid : 2648