نظریّة مراحل نشوء التشيع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 

نظریّة مراحل نشوء التشيع

Question هل التشيع نشأ خلال ثلاث مراحل؟
AnswerSmall: لا مرية من القول بخطأ كلّ الافتراضات المطروحة في هذا المجال وعدم حجّيتها في محاولة تثبيت كون التشيّع ظاهرة طارئة على الاِسلام، وإنّما هو نفس الاِسلام في إطار ثبوت القيادة لعليّ بعد رحلة النبيّ بتنصيصه، وتبنّاه منذ بعثة النبيّ الاَكرم جملة من الصحابة والتابعين وامتدّ ذلك حسب الاَجيال والقرون، وظهر بفضل التمسّك بالثقلين علماء مجاهدون، وشعراء مجاهرون، وعباقرة في الحديث، والفقه، والتفسير، والفلسفة، والكلام، واللغة، والاَدب، وشاركوا جميع المسلمين في بناء الحضارة الاِسلامية بجوانبها المختلفة، يتّفقون مع جميع الفرق في أكثر الاَصول والفروع وإن اختلفوا معهم في بعضها كاختلاف بعض الفرق مع بعضها الآخر.
AnswerLarge: إنّ الدکتور عبد اللَّه فیاض زعم أنّ التشیّع بمعنی الموالاة لعلیّ علیه السلام نضج فی مراحل ثلاث:
1- التشیّع الروحی، یقول: إنّ التشیّع لعلیّ بمعناه الروحی زرعت بذرته فی عهد النبیّ وتمّت قبل تولّیه الخلافة. ثمّ ساق الأدلّة على ذلک وجاء بأحادیث یوم الدار أو بدء الدعوة وأحادیث الغدیر وما قال النبیّ فی حقّ علیّ من التسلیم على علیّ بإمرة المؤمنین.
2- التشیّع السیاسی، ویرید من التشیّع السیاسی: کون علیّ أحق بالإمامة لا لأجل النص بل لأجل مناقبه وفضائله، ویقول: إنّ التشیّع السیاسی ظهرت بوادره- دون الالتزام بقضیة الاعتراف بإمامته الدینیة (یرید النصّ)- فی سقیفة بنی ساعدة، حین أسند حقّ علیّ بالخلافة عدد من المسلمین أمثال الزبیر والعبّاس وغیرهما، وبلغ التشیّع السیاسی أقصى مداه حین بویع علیّ بالخلافة بعد مقتل عثمان.
3- ظهوره بصورة فرقة، فإنّما کان ذلک بعد فاجعة کربلاء سنة (61 ه) ولم یظهر التشیّع قبل ذلک بصورة فرقة دینیة تعرف بالشیعة. ثمّ استشهد بکلام المقدسی حیث قال: إنّ أصل مذاهب المسلمین کلّها منشعبة من أربع:
الشیعة، والخوارج، والمرجئة، والمعتزلة. وأصل افتراقهم قتل عثمان، ثمّ تشعّبوا[1]
وأیّد نظریته بما ذکره المستشرق «فلهوزن» من قوله: تمکّن الشیعة أوّلًا فی العراق ولم یکونوا فی الأصل فرقة دینیة، بل تعبیراً عن الرأی السیاسی فی هذا الإقلیم کلّه، فکان جمیع سکان العراق خصوصاً أهل الکوفة شیعة علیّ على‏ تفاوت بینهم[2]
وهذا التصوّر المذکور یمکن تثبیت جملة من الملاحظات علیه:
أوّلًا: انّ التفکیک بین المرحلتین الأولیین، وإنّ الأُولى منهما کانت فی عصر النبیّ، وظهرت بوادر المرحلة الثانیة بعد رحلة النبیّ، قد نقضه نفس الکاتب فی کلامه حیث قال: کان روّاد التشیّع الروحی یلتزمون بآراء علیّ الفقهیة إلى جانب الالتزام بإسناده سیاسیاً[3]
وثانیاً: إنّ ما ذکره من النصوص فی مجال التشیّع الروحی کما یدلّ على أنّ علیّاً هو القائد الروحی، فإنّه یدلّ بوضوح على‏أنّه القائد السیاسی، وقد نقل‏الکاتب جلّ النصوص الواردة فی هذا المبنى‏، فمعنى التفکیک بینهما هوأنّ الصحابة الواعین أخذوا ببعض مضامینها وترکوا بعضها، ولو صحّ إسناد ذلک إلى بعض الصحابة فلا یصح إسناده إلى سلمان، وأبی ذر، وعمّار، الذین لا یترکون الحق وإن بلغ الأمر ما بلغ.
وبما أنّ النبیّ کان هو القائد المحنَّک للمسلمین، فإنّه لم تکن هناک حاجة لظهور التشیّع السیاسی فی حیاته، بل کان المجال واسعاً لظهور التشیّع الروحی ورجوع الناس إلى علیّ فی القضایا والأحکام الفقهیة، وهذا لا یعنی عدم کونه قائداً سیاسیاً وإنّ وصایا النبیّ لم تکن هادفة إلى ذلک الجانب.
وثالثاً: إنّ التشیّع السیاسی ظهر فی أیّام السقیفة فی ظل الاعتراف بإمامته الروحیة؛ فإنّ الطبری وغیره وإن لم یذکروا مصدر رجوع الزبیر والعباس إلى علیّ، ولکن هناک نصوص عن طرق الشیعة وردت فی احتجاج جماعة من الصحابة على أبی بکر مستندین إلى النصوص الدینیة.
فقد روى الصدوق عن زید بن وهب أنّه قال: کان الذین أنکروا على أبی بکر تقدّمه على علیّ بن أبی طالب اثنی عشر رجلًا من المهاجرین والأنصار؛ فمن المهاجرین: خالد بن سعید بن العاص، والمقداد بن الأسود، وأُبیّ بن کعب، وعمّار بن یاسر، وأبو ذر الغفاری، وسلمان الفارسی، وعبد اللَّه بن مسعود، وبریدة الأسلمی.
و من الأنصار: زید بن ثابت، وذو الشهادتین، وابن حنیف، وأبو أیّوب الأنصاری، وأبو الهیثم بن التیهان.
و بعدما صعد أبو بکر على المنبر قال خالد بن سعید: یا أبا بکر اتقّ اللَّه... ثمّ استدل على تقدم علیّ بما ذکره النبیّ فقال: «معاشر المهاجرین والأنصار، أُوصیکم بوصیّة فاحفظوها، وانّی مؤدّ إلیکم أمراً فاقبلوه: ألا إنّ علیاً أمیرکم من بعدی وخلیفتی فیکم»- إلى آخر ما ذکره- ثمّ قام أبو ذر وقال: یا معاشر المهاجرین والأنصار... طرحتم قول نبیّکم وتناسیتم ما أوعز إلیکم. ثمّ ذکر مناشدة کل منهم مستندین فی احتجاجهم على أبی بکر بالأحادیث التی سمعوها من النبیّ الأکرم[4]
و هذا یعرب عن أنّ التشیّع السیاسی- الذی کان ظرف ظهوره حسب طبع الحال بعد الرحلة- کان مستفاداً من نصوص النبیّ صلى الله علیه وآله.
رابعاً: ماذا یرید من الفرقة وأنّ الشیعة تکوّنت بصورة فرقة بعد مقتل الإمام الحسین؟ فهل یرید الفرقة الکلامیة التی تبتنی على آراء فی العقائد تخالف فیها الفرق الأُخرى؟ فهذا الأمر لم یعلم له أیّ وجود یذکر إلى أواسط العقد الثالث من الهجرة، ولم تکن یومذاک أیّة مسألة کلامیة مطروحة حتّى تأخذ شیعة علیّ بجانب والآخرون بجانب آخر، بل کان المسلمون متسالمین فی العقائد والأحکام حسب ما بلغ إلیهم من الرسول، ولم یکن آنذاک أیّ اختلاف عقائدی إلّافی مسألة القیادة،
فالفرقة بهذا المعنى لم تکن موجودة فی أوساط المسلمین.
و إن أراد من الفرقة الجماعة المتبنّیة ولایة علیّ روحیّاً وسیاسیاً وأنّه أحقّ بالقیادة على جمیع الموازین، فإنّها کانت موجودة فی یوم السقیفة وبعدها.
نعم إنّ توسّع الرقعة الجغرافیة للدولة الإسلامیة وما رافق ذلک من احتکاک مباشر بکثیر من الفرق والجماعات صاحبة الأفکار العقائدیة المختلفة، وتأثّر بعض الفرق الإسلامیة ومفکّریها بجملة من تلک الآراء والتصوّرات، ساعد بشکل کبیر فی إیجاد مدارس کلامیة متعدّدة فی کیان المجتمع الإسلامی، ولمّا کان الشیعة أشد تمسّکاً بحدیث الثقلین المشهور، فقد رجعوا إلى أئمّة أهل البیت فصاروا فرقة کلامیة متشعّبة الأفنان، ضاربة جذورها فی الکتاب والسنّة والعقل.
وهکذا فلا مریة من القول بخطأ کلّ الافتراضات وعدم حجّیتها فی محاولة تثبیت کون التشیّع ظاهرة طارئة على الإسلام، وإنّما هو نفس الإسلام فی إطار ثبوت القیادة لعلیّ بعد رحلة النبیّ بتنصیصه، وتبنّاه منذ بعثة النبیّ الأکرم جملة من الصحابة والتابعین وامتدّ ذلک حسب الأجیال والقرون، بل وظهر بفضل التمسّک بالثقلین علماء مجاهدون، وشعراء مجاهرون، وعباقرة فی الحدیث، والفقه، والتفسیر، والفلسفة، والکلام، واللغة، والأدب، وشارکوا جمیع المسلمین فی بناء الحضارة الإسلامیة بجوانبها المختلفة، یتّفقون مع جمیع الفرق فی أکثر الأُصول والفروع وإن اختلفوا معهم فی بعضها کاختلاف بعض الفرق مع بعضها الآخر.
کما یظهر لک أیضاً وهن ما ذهب إلیه الدکتور عبد العزیز الدوری من أنّ التشیّع باعتباره عقیدة روحیة ظهر فی عصر النبیّ وباعتباره حزباً سیاسیاً قد حدث بعد قتل علیّ[5].[6]
Peinevesht: [1] أحسن التقاسیم: 38 ط لیدن 1906 م.
TarikheEnteshar: « 1395/11/13 »
Tags
CommentList
*TextComment
*PaymentSecurityCode http://makarem.ir
CountBazdid : 1205