یعتبر الشباب أکثر شرایح المجتمع حیاةً وفعالیةً وأشدُّها نشاطاً، ولا یمکن إیجاد الحلول الناجعة لمشاکل المجتمع دون تواجدهم الفعّال.
ولذا، فان صلاحهم یؤدی الى صلاح المجتمع، وفسادهم الى فساد المجتمع.
إنَّ تاریخ الانبیاء(علیهم السلام) یکشف لنا أنَّ الذین بادروا الى الایمان بهم واوجدوا تحرّکاً على ساحة الصراع الاجتماعی و دافعوا عن العقائد والمُثل السّماویة هم فئة الشباب بالذّات.
ولهذا السّبب أیضاً کانت مؤامرات الشّیاطین تستهدف قلب هؤلاء الشّباب وعقولهم، لتحطیم قدرتهم على المقاومة. ولذا، فإنَّ جمیع ما نبذله فی سبیل تعلیم وتربیة هؤلاء الشّباب وتهذیب ینفوسهم یعتبر قلی فی هذا السبیل.
وبما أنَّ الجانب العقائدی فی الاسلام، والایمان بالقیم الاخلاقیة یمثل الاساس والمحور لجمیع النّشاطات والفعالیات فی
المجتمع الاسلامی، وجب أنْ یشرع فی التّخطیط والبرمجة لشریحة الشّباب من هذا لجانب.
یإنَّ الشباب المؤمن یعتبر جب راسخاً لاتزعزعه عواصف الحوادث الشّدیدة وریاح الازمات العاتیة، بل أنَّ صموده یهزم تلک العواصف ویضطرها الى الانسحاب.
وإنِّی أُؤمن بأنَّ العقائد والمعارف الاسلامیة لابّد وأنْ تُبیّن الى الشّباب بمنطق قوی وبیان رصین واسلوب جذّاب، فی إطار تثقیفی وتربوی منذ أوائل سنی الشّباب.
واشکر الله تعالى على التّوفیق للانتهاء من کتابة هذا الکتاب الحاضر بعد سنوات من المطالعة فی المعارف الاسلامیة وتهیئته لتعلیم العقائد الاسلامیة باسلوبه السلس ومحتواه المتین.
وقد تُرجم الکتاب الحاضر الى اللغات الحیّة فى العالم وکان له أثر ایجابی فی تحقیق الهدف المزبور والحمد لله.
ونأمل من شبابنا الأعزاء، بعد مطالعة هذا الکتاب واستیعابه بشکل دراسی أنْ یشقّوا طریقهم فی الحیاة بالاستفادة من نور الایمان، ویکونون نموذجاً للانسان الهادف والمقتدر والمفید للمجتمع.
قم الحوزة العلمیة
ناصر المکارم الشیرازی
;الفصل الأوّل
معرفة الله
