الباغی هو کل من خرج على امام عادل وشق عصاه، فان على الامام أن یقاتلهم.
ویجب على کل من یستنهضه الامام أن ینهض معه ویعاونه على قتالهم، ولا یجوز لغیر الامام قتالهم بغیر اذنه.
فاذا قوتلوا لایرجع عنهم الا أن یفیئوا إلى الحق أو یقتلوا، ولا یقبل منهم عوض ولا جزیة.
والبغاة على ضربین: أحدهما من له رئیس یرجعون الیه، فهؤلاء یجوز أن یجتاز على جراحاتهم ویتبع مدبرهم ویقتل أسیرهم.
والاخر لا یکون لهم فیه رئیس، فهولاء لا یجاز على جریحهم ولا یقتل أسیرهم.
ولا یجوز سبی ذراری الفریقین، ویغنم من أموالهم ماحواه العسکر، وما لم یحوه فلا یتعرض له بحال.
والمحارب کل من أظهر السلاح وأخاف الناس، سواء کانوا فی بر أو بحر أو سفر أو حضر، فهؤلاء یجب قتالهم على وجه الدفع عن النفس والمال فان أدى إلى قتلهم لم یکن على القاتل شئ.
واللص محارب، وتفصیل ذلک بیناه فی النهایة والمبسوط لا نطول بذکره ههنا.
قد امتثلت ما رسمه الشیخ الاجل أطال الله بقاه من ذکر جل فی کل باب ولم أطول القول فیه فیمله ویشق علیه، ولا قصرت فی الاتیان بما یجب معرفته.
وذکرت جملة من العبادات لابد معرفتها لیقع العمل بحسبها، ولم أطنب القول فیه، فان کتبی فی الفقه مشروحة کالنهایة وغیرها، ومتى وقع نشاط لما زاد على القدر رجع الیها.
وأرجو أن یکون ذلک موافقا لغرضه ملائما لایثاره، والله تعالى المشکور على ما وفق من خدمته والمسارعة على امتثال مرسومه، وهو حسبی ونعم الوکیل.
والحمد لله رب العالمین، وصلاته على محمد وآله الطاهرین.